سلطت معطيات جديدة، حصلت عليها "المغربية"، الضوء على الموت المفاجئ لمحفوظ علي بيبا، القيادي في بوليساريو، تفيد أنه، قتل يوم الثلاثاء 29 يونيو الماضي، على عكس ما أشيع أنه تعرض لأزمة قلبية يوم 2 يوليوز الجاري. وتكشف المعطيات الجديدة أن علي بيبا استدعي لحضور اجتماع، في يوم وفاته، الثلاثاء 29 يونيو الماضي، بمقر لبوليساريو في الجزائر العاصمة، لمناقشة أسباب فرار أكثر من 700 صحراوي، من رجال وشيوخ ونساء، من تندوف، والتحاقهم بالمغرب، ووضع إستراتيجية أمنية جديدة، والتخطيط لعمليات مسلحة ينفذها عملاء بوليساريو بمدينتي السمارة والعيون. وأكد موقع إلكتروني جزائري معارض، انعقاد الاجتماع المذكور في التاريخ ذاته، وأن علي بيبا حضره، بالإضافة إلى قيادة بوليساريو، وضباط عسكريين من الجزائر. وأضاف الموقع أن الاجتماع المذكور وقعت فيه مشداة كلامية بين بيبا وأحد كبار ضباط الجزائر، حول تغيير استراتيجية إدارة ملف الصحراء عبر تنفيذ "عمليات مسلحة نوعية، في مدينتي السمارة والعيون، لوجود عناصر عميلة لبوليساريو بهما"، حسب تقييم استخباراتي جزائري، قصد إثارة انتباه وسائل الإعلام الدولية، هذا الصيف، للنزاع في ملف الصحراء المغربية، خصوصا بعد فشل بوليساريو في استغلال كأس العالم للترويج لأطروحة الانفصال، وتنصل جنوب إفريقيا من وعودها لها، خوفا من إفساد العرس الكروي العالمي. وتثير المعطيات المتوفرة علامات استفهام كبيرة، تضعف فرضية تعرض بيبا لسكتة قلبية، حسب الرواية الرسمية، كما لا تستبعد احتمال تصفيته من قبل جنرالات الجزائر، بتواطؤ مع عبد العزيز المراكشي، لمعارضته الشديدة لفكرة تنفيذ عمليات مسلحة داخل المغرب، بعد أن أصبح محط شك لدى جنرالات الجزائر، إذ اتهم، في الاجتماع ذاته، من طرف أحد ضباط الجزائر بالعمالة المزدوجة للمغرب والجزائر. من جانب آخر، علمت "المغربية" أن قيادة بوليساريو وضباط الجزائر وضعوا مخيمات المحتجزين بتندوف في حالة استنفار قصوى، تحسبا لانتفاضة عارمة لسكان المخيمات، بعد أن علموا بزيف خبر وفاة المحفوظ علي بيبا، احتجاجا على عملية الاغتيال، وكذلك، تضامنا مع أفراد قبيلة تكنة، التي يتحدر منها بيبا، لما يشعرون به من أنهم تعرضوا للغدر من قبل قيادة بوليساريو. وكان محمد فاضل ولد إسماعيل ولد سويح، ممثل سابق لبوليساريو بلندن، تعرض لسيناريو اغتيال سياسي مماثل، إذ عثر عليه مقتولا في منزله، وأعلن عن وفاته بسكتة قلبية، ونقل جثمانه، على وجه السرعة إلى الجزائر، دون تشريح جثته، لتوضيح سبب الوفاة.