شهدت النقطة الكيلومترية 31 في الطريق السيار الرابط بين مدينة برشيد والدارالبيضاء، يوم الخميس المنصرم، وقوع حادثة سير خطيرة، انقلبت خلالها شاحنة من الوزن الثقيل، كانت محملة بأكياس من الحبوب، قادمة من مدينة سطات صوب الدارالبيضاء.مواطنون وسائقون يوظفون إمكاناتهم لفتح منافذ الطريق وإنقاذ الضحيتين (خاص) وانقلبت الشاحنة في الثانية والنصف ظهرا، وعلق السائق ومساعده داخلها، فلم يكن إخراجهما من تحت هيكل الشاحنة هينا، إذ كان مساعد السائق يبكي ألما لوجود ساقيه تحت هيكل الشاحنة، ما استدعى تضافر جهود كل من رجال الدرك، وعدد من مستعملي الطريق، وتبين أن مساعد السائق كسرت أطرافه السفلى، بينما أصيب السائق بجروح بليغة. وتابعت "المغربية"، المعاناة الكبيرة في عملية إنقاذ ضحيتي الحادث، بسبب الوضعية، التي كانت عليها مخارج الطريق السيار، إذ حالت المنافذ المغلقة دون وصول سيارة الإسعاف إلى موقع الحادث، رغم أن المسعفين حضروا بعد ربع ساعة من وقوع الحادثة، قادمين من مدينة برشيد، القريبة من موقع الحادث. وبعد حمل الجريحين تكررت معاناة المسعفين للخروج من الطريق السيار، للأسباب المذكورة نفسها. وشاهد جميع المحاصرين في الطريق السيار كيف تعذر على رجال الدرك فتح الطريق في وجه حركة السيارات والمرور، لإخلاء ممر لسيارة الإسعاف، رغم أنهم حلوا بالمكان فور الاتصال بهم. وتابعت "المغربية" عملية تنسيق رجال الدرك ومواطنين، من السكان المجاورين للطريق السيار، وسائقي الشاحنات الكبيرة، الذين وجدوا أنفسهم محاصرين في المكان، ووظف المساعدون ما لديهم من إمكانات ومفاتيح حديدية لفتح لوالب الحاجز الحديدي الفاصل بين ممرات السير في الطريق السيار، بينما كان الجميع يعمل تحت ضغط الأعصاب لإنقاذ حياة السائق ومساعده، وإيصالهما إلى مستشفى برشيد لتقديم الإسعافات الأولية، قبل نقلهما إلى مستشفى سطات، لإخضاعهما لرعاية صحية أوسع. وعرت هذه الحادثة، وربما الكثير من سابقاتها، مشاكل التحكم في حوادث السير على الطريق السيار، إذ أكدت مصادر مسؤولة، في موقع الحادث، وفضلت عدم الكشف عن هويتها، غياب ممرات خاصة بمرور سيارات الإسعاف والرافعات، لحمل الشاحنات والسيارات المنقلبة، لمنع أي تأثير على حركة السير أو التأخر في إنقاذ الجرحى والمعطوبين في حوادث الطرق. وأوضحت المصادر نفسها ل"المغربية" أن المسؤولين أبلغوا الشركة الوطنية للطرق السيارة بهذه الصعوبات، التي تتكرر على الطرق، قائلين إنه "يفترض أن تفتح الشركة المذكورة منافذ لخروج ودخول السيارات العالقة، عند كل 8 كيلومترات داخل الطريق السيار، وتسهيل مأمورية سيارات الإسعاف وفتح حركة المرور". وقالت مصادر متطابقة إن حركة السير في الطريق السيار فتحت بعد حوالي ساعتين من نقل الجريحين، إذ قدمت رافعة لحمل الشاحنة المنقلبة. وأوضحت مصادر من الدرك الملكي ل"المغربية" أن أسباب الحادث قد تعود إلى عدم تحكم السائق في القيادة، مع تأكيدها على احترام السائق للسرعة والحمولة القانونيتين، وهو ما ذهب إليه تقدير سائقي شاحنات مماثلة، حوصروا في المكان، فقدروا أن يعود السبب إلى غفوة السائق بسبب التعب، ولما شعر بانحراف الشاحنة ضغط على الفرامل بقوة فانقلبت الشاحنة.