قال جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، إن "موضوع الحوار الاجتماعي يحتل مكانة أساسية في تنظيم العلاقات المهنية، باعتباره أداة رئيسية لتطوير هذه العلاقات وتحسينها، وإقرار السلم الاجتماعي والحفاظ على رصيد الشغل، بمختلف الوحدات والقطاعات الإنتاجية". وخلال لقاء عقدته نقابات الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين، بتعاون مع الكنفدرالية الأوروبية للنقابات، أول أمس الاثنين بالرباط، تحت شعار "نحو إنشاء لجنة اتصال مغاربية للحوار الاجتماعي"، ذكر الوزير بالتجربة المغربية في مجال الحوار الاجتماعي منذ الاستقلال، وما تحقق من مكتسبات في مجال الشغل، مشيرا إلى أن آخر جولة للحوار الاجتماعي أسفرت عن "تدابير وإجراءات مهمة، ساهمت في الرفع من القدرة الشرائية للمواطنين، وتحسين الوضعية الاجتماعية لفئات المأجورين، بالقطاعين العام والخاص". وأشار أغماني خلال هذا اللقاء، الذي حضره ممثلون عن نقابات من تونس وموريتانيا، إلى أن أشغال الحوار الاجتماعي تتواصل في إطار جولة أبريل 2010، لتدارس مواضيع وقضايا مهمة، من قبيل إصلاح أنظمة التقاعد، ومراجعة منظومة الأجور، ومنظومة الترقي. وأضاف أنه كان لنتائج الحوار الاجتماعي انعكاسات إيجابية على المناخ الاجتماعي خلال السنوات الماضية، إذ سجل تراجع كبير في عدد الإضرابات، وفي عدد الحالات التنازعية، عموما. وأكد الوزير أن الجهود تتواصل، في هذا الإطار، من أجل إعمال مضامين وتحقيق العمل اللائق، انطلاقا من الأوراش المفتوحة لبلوغ هذا الهدف، وبرامج شرعت الوزارة في تنفيذها، في إطار "استراتيجية متكاملة، تروم تأهيل الموارد البشرية، وتمكينها من ظروف عمل وعيش كريم". وقال أغماني ل"المغربية"، على هامش هذا اللقاء، الذي غابت عنه الجزائر، إنه يهدف إلى إنشاء لجنة اتصال للحوار الاجتماعي في المغرب العربي، لرفع التحديات المطروحة، ومناقشة قضايا الشغل لأنها تتشابه، خصوصا المتعلقة بإصلاح أنظمة التقاعد، وإدماج مقاربة المساواة بين الجنسين، وتوفير الحماية الاجتماعية، وإعمال مفهوم العمل اللائق، مشيرا إلى أن هناك إصلاحات اجتماعية بالمغرب، منها نظام التغطية الصحية، ومحاولة الحد من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على عدد من المقاولات المغربية، من خلال تخصيص دعم لهذه الأخيرة لتجاوز الأزمة والحفاظ على رصيد الشغل. من جهته نوه عطا الله الدين، ممثل اتحاد المغرب العربي، بهذه الخطوة من طرف النقابات، لمناقشة قضايا مشتركة تهم دول المغرب العربي. كما تدخل في اللقاء كل من منجي عمامي، ممثل اتحاد العمل النقابي المغاربي، وبوشتى بوخلفة ممثل الكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والعربي القباج، عن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وعبد الرحمان الهاشمي، ممثل الفدرالية الديمقراطية للشغل.