أحيى الفنان المصري، مدحت صالح، يوم الخميس الماضي، سهرة فنية بفندق "سوفيتيل" في الرباط، تتويجا للأيام السياحية، التي نظمتها سفارة مصر في المغرب بالتعاون مع وزارة السياحة المصرية، خلال الأيام الماضية، في إطار الحملة الترويجية للسياحة المصرية.وشارك الفنان مدحت صالح، الغناء، فرقة رضى الشعبية، المعروفة بأدائها لأغاني التراث المصري، إذ نالت هذه الأخيرة إعجاب الجمهور، الذي حضر الحفل من مغاربة ومصريين. وعبر مدحت صالح في بداية الحفل، عن سعادته الكبيرة لإحياء حفل في المغرب، واللقاء بالجمهور المغربي، خاصة وأن السهرة تندرج في إطار اعتبره وطنيا، يشجع على السياحة البينية بين المغرب ومصر، ويهدف إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والإنسانية بين البلدين. وحاول الفنان مدحت صالح تقديم مجموعة من الأغاني التراثية الشعبية المعروفة في مصر، كما أدى مقاطع غنائية للفنانين العمالقة المصريين، الذين أثروا الريبرتوار الغنائي المصري، وشكلوا رموزا مصرية نالت إعجاب الجمهور العربي والأوروبي أيضا. وغنى مدحت صالح لكوكب الشرق أم كلثوم، وللراحلين محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وآخرين، في حين تمايل الجمهور الذي ملأ القاعة، على أنغام موسيقى مدحت صالح، ثم رقصوا على إيقاع الفرقة التراثية الشعبية. وأكد منظمو الحفل، في حديث مع "المغربية"، أن اختيار الفنان المصري مدحت صالح لإحياء الليلة المصرية السياحية، يعود بالأساس، إلى المكانة المهمة التي يحتلها هذا الفنان لدى الجمهور العربي بصفة عامة، بالإضافة إلى شهرته بأداء الأغاني الوطنية، والمصرية ذات الإيقاع المحلي الأصيل، خاصة في الأغاني التي ترتبط ببعض الأفلام والمسلسلات المصرية. وعرف الفنان مدحت صالح بانتمائه إلى فئة خاصة من مطربي الطرب الأصيل، أمثال محمد الحلو، وعلي الحجار، ومحمد ثروت، وعن ذلك قال مدحت في أحد حواراته السابقة، إنه يعتبر نفسه "آخر عنقود الفالحين"، مؤكدا رضاه التام عن مساره الفني، الذي يمتد لأكثر من 30 سنة. وقال مدحت صالح في حوار نشرته مجلة "الشباب" إنه وصل لمكانة فنية يرضى عنها تماما، وعما حققه في الوسط الغنائي، مشيرا إلى أنه حقق ما كان يطمح إليه من الشهرة والنجومية والتاريخ الفني، فهو ينتمي إلى جيل الوسط، ونجح في أن يترك بصمة ويساهم في تغيير الموجة الغنائية السائدة، وقدم موسيقى عميقة وكلمات معبرة، وأثبت للجميع أنه مطرب له هدف وطريق واضح المعالم. وأضاف مدحت "يكفيني أنني منذ بدايتي، لم أقدم أغنية في ألبوم أو مقدمة مسلسل أو فيلم، إلا إذا كنت راضيا عنها، وأحاول تقديم شيء يتذكرني به الجمهور". وتابع مدحت "تعبت كثيرا في مساري، ومشيت في طريق طويل جدا، لم يكن سهلا، والإخفاقات كانت أكثر من النجاحات، لذلك لا أكترث بألبومات منافسة، فكل في مكانه". وعبر مدحت صالح أكثر من مرة، عن استيائه الشديد لتدهور حال سوق الأشرطة الغنائية، وتراجعه بسبب أعمال القرصنة، التي أفسدت حال المناخ الغنائي، مندهشا من أن يضيع تعب عامين كاملين في إعداد وتجهيز ألبوم غنائي، ويسرق في لحظة، وتكون النتيجة خسارة فادحة للمنتج ووجع في قلب المطرب. وحول قلة أعماله بالسينما والتلفزيون والمسرح قال مدحت صالح "بالنسبة إلى المسرح يصعب العودة إليه، لأنه يحول دون تقديم حفلاتي وتسجيل أغنياتي، كما أنه مرهق جدا، ولو عرض علي سيناريو جيد سأدخل التصوير على الفور، وقد اعتذرت عن بعض المسلسلات لعدم إعجابي بها". يذكر أن مدحت أصدر أخيرا ألبومه الجديد "با كتب اسمك"، وتضمن 14 أغنية هي "توحشني وأنا وياك"، و"أسمر ولونه جميل"، و"الحب في دمي"، و"الله يرحم"، و"بعترف"، و"بقي يعني"، و"زعلانة ليه"، و"بيبان الحياة"، و"تعالى وخدني"، و"شكلك كده"، و"غير كل الناس"، و"وقت ضاع"، و"مين غيري أنا".