استعرض الوفد المغربي المشارك في الاجتماع الثاني لوزراء العرب ودول أميركا الجنوبية للشؤون الاجتماعية والتنمية، الذي احتضنته برازيليا يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، التجربة المغربية في مجال التنمية البشرية، وعلى الخصوص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأكد عبد اللطيف البردعي، المفتش العام لوزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، الذي يرأس الوفد المغربي، أن "الأمر يتعلق بورش كبير أطلقه المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وفي كلمة له خلال الجلسة العامة لهذا الاجتماع، أكد البردعي أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعتبر تجربة سباقة ورائدة في مجال محاربة الفقر والهشاشة، مشيرا إلى أن كافة الفاعلين المحليين، ولاسيما المجتمع المدني، معبأون من أجل إنجاح هذه المبادرة. وبعدما ذكر بالأوراش والإصلاحات العديدة التي قامت بها الوزارة، وكذا البرامج الحكومية التي تهدف إلى التقليص من الفقر، وعلى الخصوص نظام المساعدة الطبية، وبرنامج "تيسير"، أكد البردعي أنه منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 وإلى غاية يوليوز الماضي، ارتفع حصيلتها إلى 19 ألف مشروع، حيث استفاد منها نحو 5 ملايين شخص. وأوضح أن نسبة الفقر في الجماعات والأحياء الفقيرة المستهدفة من قبل هذه المبادرة المهمة، انخفضت بشكل كبير، وتراجعت من 36 إلى 21 في المائة. كما ذكر البردعي، من جهة أخرى، بأن الحكومة تطمح من خلال سلسلة من الأوراش ذات الطبيعة الاجتماعية، وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى إعداد ميثاق اجتماعي جديد في إطار توافق واسع مع كافة الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين. وقد انعقد الاجتماع الثاني لوزراء العرب ودول أميرا الجنوبية للشؤون الاجتماعية والتنمية في إطار مسلسل قمة أميركا الجنوبية والبلدان العربية، الذي أطلق سنة 2005 في برازيليا. وصادق الاجتماع، إضافة إلى "إعلان برازيليا"، على "مخطط العمل 2010-2012، للتعاون الاجتماعي"، الذي يهدف بالأساس إلى تطبيق سياسات اجتماعية مندمجة بالمنطقتين، تمكن على الخصوص من القضاء على الفوارق والفقر، وكذا دعم إدماج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة. ويسعى هذا المخطط إلى أن يشكل أرضية للتعاون وتبادل التجارب الناجحة في مجال التنمية الاجتماعية. كما أصدر وزراء المنطقتين توصية تتعلق بالوضع بفلسطين المحتلة وصادقوا على هيكلة وتشكيلة لجنة قمة أميركا الجنوبية والبلدان العربية حول التعاون الاجتماعي، التي ستضم كافة الدول الأعضاء في قمة أميركا الجنوبية والبلدان العربية، ويتولى مهمة التنسيق بها كل من الكتابة التقنية لمجلس الوزراء العرب للتنمية والشؤون الاجتماعية، والرئاسة الحالية لمجلس التنمية الاجتماعية لاتحاد دول أميركا الجنوبية. يشار إلى أن الاجتماع الثالث لوزراء العرب ودول أميركا الجنوبية للشؤون الاجتماعية والتنمية سينعقد سنة 2012 في لبنان.