تخوض المغنية المغربية، ماريا رزق، لأول مرة، منذ دخولها الساحة الفنية، تجربة أغاني الأطفال، في ألبومها الجديد، الذي سيصدر الصيف المقبل، بتعاون مع العديد من الملحنين وكتاب الكلمات المغاربة، من بينهم العربي بنجلون ومحمد الكزار.كما تستعد رزق، لتسجيل ثلاث أغاني عاطفية جديدة، واحدة باللهجة المصرية، تحمل عنوان "اسأل المجرب"، وهي من ألحان الراحل توفيق حلمي، وكلمات نجله وائل توفيق حلمي، واثنتين باللهجة المغربية، ستتعاون فيهما مع عبد الفتاح النكادي. وقالت رزق إن الأطفال هم رجال و نساء الغد، لذلك يجب على الفن أن يعطيهم حقهم من خلال أغان، خفيفة ومسلية، وفي الوقت نفسه جادة وهادفة، مشيرة في حديث ل "المغربية" إلى أن أغنية الطفل استهوتها، منذ بدايتها الفنية، إلا أن الظروف لم تكن مواتية لخوض التجربة، التي تعتبرها ضرورية، رغم صعوبتها إلى حد ما، خصوصا أن قنواتنا التلفزيونية المغربية لا تعترف بالأطفال، ولا تخصص لهم إلا دقائق معدودة، ببرمجة رسوم متحركة مخربة، لا تواكب عقليتهم، ولا تحترم واقعهم. وعبرت رزق عن سعادتها بالغناء للأطفال، الذين هم في أشد الحاجة إلى عيش طفولتهم، لأن للطفل، حسب علماء النفس، "عقلية خاصة تختلف عن عقلية الكبار، فعالمه لا يتصف بالثبات، وفكره متمركز حول ذاته، فهو يتصور الحياة في لعبه وأشيائه الخاصة، فخيال الطفل يفوق خيال الكبار". وانطلاقا من هذا المبدأ، تعد الفنون الموجهة إليه، من أهم السبل للوصول إلى عقله ووجدانه. وأوضحت ماريا رزق، أن الإقدام على إنجاز ألبوم للأطفال يتطلب جهدا خاصا، لأن الطفل يحتاج إلى أغان تزرع بداخله القيم والمبادئ والأخلاق، ما يتطلب وجود كتاب وملحنين متخصصين يستطيعون التعامل مع عقلية الطفل، لأن أغلب المهتمين يتعاملون مع أغاني الأطفال على أنها شيء بسيط، ولا تحتاج إلى أي جهد. ولعل هذا هو السبب الرئيسي في عدم وجود أغنية مغربية خاصة بالطفل. وأضافت ماريا، أنه من بين الأسباب الأخرى، التي تعرقل وجود أغنية مغربية خاصة بالطفل، تعنت شركات الإنتاج، التي أصبحت ترفض بتاتا التعامل مع أغاني الطفل، باعتبارها فنا هامشيا لا يدر عليها الربح، في ظل واقع أصبح يعتبر أن إنتاج أي ألبوم غنائي، مغامرة محفوفة بالمخاطر، خصوصا بعد إفلاس العديد من شركات الإنتاج، بسبب استفحال ظاهرة القرصنة التي باتت تهدد الأغنية في العالم كله، والأزمات الاقتصادية، التي قلصت الإنتاج الغنائي ومبيعات أشرطته، خلال السنوات العشر الأخيرة. وأمام هذا الوضع المتفاقم، شددت ماريا على ضرورة إقدام الإذاعة والتلفزيون، على إنتاج برامج وأغاني الأطفال. ورغم قلة الكتاب المغاربة المهتمين بالطفل، لم تخف ماريا إعجابها بأعمال الكاتب المغربي العربي بنجلون، الذي يعتبر من رواد أدب الأطفال في العالم العربي. من جهة أخرى، أبدت ماريا رزق رغبتها في إعادة غناء أغاني مغربية قديمة، خصوصا بعض أغاني عميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي، سواء تلك التي لحنها أو غناها لملحنين كبار، أمثال الراحل عبد الرحيم السقاط، ومحمد بنعبد السلام، كأغنية "مول الخال"، و"أنا مخاصمك"، و"أجي نتسالمو"، في إطار مشروع إحياء التراث، الذي تشارك فيه مع فرقة صلاح الشرقاوي للموسيقى العربية. وسبق لماريا، أن أدت بعض أغاني عميدة الأغنية المغربية بهيجة إدريس، خصوصا أغنية "عطشانة"، التي حققت من خلالها شهرة واسعة في بعض الدول العربية، منها البحرين. كما لم تخف تأثرها بنعيمة سميح، والراحلة رجاء بلمليح، ورائدات الأغنية العربية، خصوصا سيدة الطرب العربي أم كلثوم، ونجاة الصغيرة، وأسمهان.