وزعت جمعية "الطاقات الحرة"، أعلاما وطنية على المؤسسات العمومية والقطاعات التابعة للوزارة، من خلال الحملة التحسيسية، التي نظمتها هذه الأخيرة على صعيد ولاية الدارالبيضاء، في الفترة ما بين 16 و30 نونبر المنصرم، تحت شعار "وطنك يحبك"وذلك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء وذكرى عيد الاستقلال، "هذه المبادرة جاءت بعد عملية الاستطلاع، التي قامت بها الجمعية، إذ تبين لها أن حالة بعض الأعلام الوطنية فوق بنايات بعض المؤسسات العمومية لا تليق بعلم بلد يمتاز بأصالته وأمجاده وبتاريخه العريق، ومن ثمة، عزمت على أن تتخذ مبادرة توزيع أعلام وطنية، ومطويات تحتوي على النشيد الوطني وقسم المسيرة، على هذه المؤسسات". علي عدناسي، رئيس جمعية "الطاقات الحرة"، يوضح ل"المغربية" مزيدا من التفاصيل حول هذه المبادرة. تهدف هذه المبادرة، حسب العدناس، إلى"تحسيس المواطنين بقيمة العلم الوطني، كرمز من رموز المملكة، وإذكاء روح المواطنة، وترسيخ قيم الغيرة الوطنية والمواطنة في قلوب كل المواطنين"، معتبرا أنه من خلال الحملة، التي قامت بها جمعيته وتفقدها لبعض المؤسسات العمومية، لاحظت أن أعلامها ممزقة أو في حالة غير لائقة، نتيجة الإهمال الذي طالها، دون أن ينتبه لها أحد. هذه الوضعية دفعت الجمعية بالاتصال بمسؤولين في هذه المؤسسات، من أجل المساهمة معهم في تغيير هذه الأعلام، "وهكذا، وزعنا أعلاما وطنية جديدة، كما وزعنا على تلاميذ بعض المدارس العمومية، مطويات تشتمل على النشيد الوطني وقسم المسيرة الخضراء، حتى يتسنى لهؤلاء الصغار حفظهما، وترديدهما بسهولة عند تحية العلم كل صباح داخل مدارسهم"، يقول عدناسي، مشيرا إلى أن المبادرة لقيت ترحيبا كبيرا من طرف الجميع. وشملت الحملة 6 مدارس، 4 بدرب غلف، و1 بمنطقة الألفة، و أخرى بالمحمدية، وُزعت عليها 16 علما و350 مطويا في كل مدرسة على التلاميذ، كما شملت بعض مؤسسات التعليم الخصوصي "كل هذا بهدف التحسيس بأهمية حفظ النشيد الوطني، والمساهمة في زرع حب المواطنة والوطنية في قلوب أطفالنا منذ الصغر"، يقول رئيس جمعية الطاقات الحرة، مؤكدا أن جمعيته ستسعى إلى الاستمرار في مثل هذه الحملات بشراكة ومساعدة المدراء ومسؤولي المؤسسات التعليمية، الذين أبدوا استعدادهم الكامل لتقديم المساعدات، والدعم اللازم في مثل هذه المبادرات. أنشطة أخرى للتذكير، فجمعية الطاقات الحرة تأسست سنة 2003، بمبادرة من عدد من أبناء حي درب غلف، الذين لهم كفاءات في ميادين ثقافية وفكرية وعلمية، في محاولة لخلق بعض الأنشطة لفائدة سكان هذا الحي، واسترجاع بعض موروثاته الثقافية كحي عريق بالدارالبيضاء. وعملت الجمعية في بداية تأسيسها على ترميم 6 سقالات موجودة بالمنطقة، بعد أن طالها النسيان، وكانت على وشك الاندثار، فأعادت لها جماليتها وشكلها الأنيق. كما عملت على إحياء بعض العادات والتقاليد الموجودة بهذا الحي الشعبي، التي اختفت مع الأجيال الجديدة، والمتمثل في تقليد "الدور"، إذ كان الفقهاء يتولون قراءات القرآن وترتيله بالأحياء الشعبية، سيما في فصل الصيف، وكان هذا التقليد المتوارث، يترك انطباعا خاصا في نفوس سكان الحي. لكن علي عدناسي يرى أن الإمكانيات المالية تنقص جمعيته، لكي تتمكن من تطوير أنشطتها، خاصة أنها تعتمد على إمكانياتها الخاصة في تمويل جميع الأنشطة، التي تقوم بها، "من أجل خدمة هذا الحي الذي ترعرعنا بين دروبه، ونعرف عن قرب حاجيات سكانه، ونحاول بكل ما لدينا مساعدتهم من خلال استغلال الطاقات الموجودة به، ومن هنا جاء اسم الجمعية "الطاقات الحرة"، التي نريدها طاقات تخدم الحي، كل من موقعه، وحسب المجال الذي يشتغل أو يبدع فيه، عن طريق العمل التطوعي"، يقول علي عدناسي. الشباب والنساء، يشكلان أيضا أحد اهتمامات الجمعية، من خلال تسطيرها لبرنامج عمل يستهدف خلق مرافق جديدة، مثل خزانة وملاعب رياضية، وأنشطة مدرة للدخل خاصة بنساء الحي، حتى يساهمن بدورهن في تدبير أحوالهن، وتحسيسهن بأنهن فاعلات في المجتمع، ومساعدتهن على الخروج من الفقر.