أقدمت السلطات المحلية بمدينة مراكش، نهاية الأسبوع الماضي، على هدم سبعة منازل أصبحت تشكل خطرا على أرواح الأسر، التي تقطنها بدرب بوعلولو بحي سيدي بنسليمان بالمدينة العتيقة، بحضور لجنة مختلطة تضم مسؤولين بمقاطعة مراكشالمدينة، وعمالة مراكش، والوكالة المستقلة للماء والكهرباء. وأصبح العديد من سكان المدينة العتيقة مهددين في حياتهم واستقرارهم، نتيجة الوضع المتلاشي لمساكنهم، والأشغال التي باشرتها الوكالة المستقلة للماء والكهرباء لإعادة هيكلة شبكة الصرف الصحي في العديد من الأحياء العتيقة، تسببت في إحداث شقوق في مجموعة من المنازل، خاصة بسيدي بنسليمان، ودرب برحمون بباب تاغزوت، ما دفع الجهات المختصة إلى تنفيذ قرارات الهدم في حقها بعد إفراغها من قاطنيها. وكان مشروع تصميم تهيئة المدينة العتيقة لمدينة مراكش، الذي وضع برنامجه، بشراكة بين وزارة الإسكان والتنمية المجالية، وولاية مراكش، والمجلس الجماعي، والمفتشية الجهوية للإسكان، ومؤسسة العمران، ومفتشية الآثار والوكالة الحضرية، توقف بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات على إعداده، وإنجاز دراسة لتحديد طبيعة الخطورة التي تشكلها مجموعة من المنازل الآيلة للسقوط، في إطار خطة إنقاذ المدينة العتيقة لمراكش، التي جرى تصنيفها منذ سنة 1985، كثاني أقدم مدينة في المغرب، بعد مدينة فاس من طرف اليونسكو. وبالنظر للاختلالات التي يشهدها مجال التعمير بالمدينة العتيقة، التي ما تزال تحتوي على أزيد من 600 منزل مهددة بخطر الانهيار في أية لحظة، وطبيعة البناء بالمدينة العتيقة وتقادم المنازل التي مر على بنائها قرون وأعوام، وفي غياب الإصلاح والترميم المطلوب، تحولت العديد منها إلى بنايات قابلة للانهيار على رؤوس قاطنيها، إلا أن الظروف الاجتماعية للأسر تحول دون تفعيل قرارات الهدم التي صدرت في حقها، لكونها تصطدم بالواقع المعيش لهذه الأسر الفقيرة، التي تفتقد الإمكانيات المادية، من أجل البحث عن منازل آمنة. وتكتسي العديد من المنازل المهددة بخطر الانهيار، طابعا معماريا تراثيا تستدعي معه أية عملية إصلاح أو ترميم أخذ هذا الجانب الأثري بعين الاعتبار من أجل المحافظة عليه، وهو ما يطرح عدة إشكاليات عند محاولة ترميمها حفاظا على الإرث المعماري للمدينة العتيقة ككل.