هو حتما اختراق مغربي جديد، فبعد مصالحة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مع سلطات كوباوجنوب إفريقيا، جاء الدور على طي صفحات الخلاف أيضا مع رئيس جمهورية أنغولا جواو لورنسو، على هامش مشاركة الملك في أشغال القمة الأولى لقادة دول ورؤساء حكومة لجنة المناخ والصندوق الأزرق لحوض الكونغو . ويعد جواو لورنسو من أشد أعداء المملكة ومن أكبر داعمي جبهة “البوليساريو”، إلى درجة أن بلاده كانت تعارض بصريح العبارة عودة المغرب للاتحاد الإفريقي في يناير 2017، ولم تصوت على قرار العودة إسوة ب 17 دولة أخرى. وكانت أنغولا محسوبة على الدوام ضمن قائمة الدول الإفريقية الأنجلوساكسونية التي تعادي المغرب، على غرار جنوب إفريقيا وزيمبابوي وناميبيا وكينيا وسيراليون والموزامبيق وبوتسوانا. وتعد أنغولا من الدول الإفريقية القليلة التي لم يزرها الملك محمد السادس، وهي التي اعتادت طيلة السنوات الماضية تكرار نفس الأسطوانة التي ترددها “البوليساريو”، والمتعلقة بتصفية الاستعمار والمطالبة بالاستفتاء وحق تقرير المصير، رغم إقرار جل الدول باستحالة هذا الخيار ودعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وسبق لوزير الدفاع الأنغولي جواو لورينسو إن استقبل في أكثر من مرة مبعوثين عن جبهة “البوليساريو”، كما سبق للرئيس الأنغولي نفسه أن عبر في أكثر من مرة عن دعمه الصريح للانفصال في جنوب المغرب، وأكد أن الحل الوحيد لقضية الصحراء المغربية هو تطبيق لوائح الأممالمتحدة ذات الصلة. ويبدو أن جلالة الملك أصبح يهدم تباعا قلاع “البوليساريو” بإفريقيا، بعد زيارته في 2016 لكينيا ولقائه مع الرئيس الجنوب إفريقي في دجنبر الماضي، وزيارته لنيجيريا وغانا، ولم يبق أمام هذه الفتوحات أمام الملك سوى الجلوس مع رؤساء أو زيارة ثلاثة بلدان فقط، وهي سيراليون وزيمبابوي وبوتسوانا.