نشرت صفحة تسمى “لا سماحة مع الفساد” على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" شريط فيديو قديم، مدته دقيقة و35 ثانية، مدعية بشكل مفضوح أنه يوثق لتدخل عنيف لقوات الأمن ضد المتظاهرين بمدينة الحسيمة يوم الأحد المنصرم. ولئن كان أسلوب فبركة التسجيلات المصورة، وإعادة إحياء أشرطة قديمة وإسقاطها على أحداث مغايرة، هي طريقة تدليسية باتت مكشوفة عند بعض الصفحات الفايسبوكية التي يجهل مسيروها، فإن اللافت للأنظار هو مستوى الوعي والنضج لدى المبحرين في العالم الأزرق. فمبجرد نقرة بسيطة في موقع يوتيوب على شبكة الأنترنت، يظهر أن الشريط المذكور يعود إلى تاريخ 3 أكتوبر 2015، وأنه يتعلق بتدخل أمني لفض أعمال الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم بين الغريمين التقليديين اتحاد طنجة والمغرب التطواني. أكثر من ذلك، فإن هذا الشريط تم تصويره بمدينة طنجة بالقرب من الملعب الكبير على الطريق المتجهة نحو حي " البرانص"، ويظهر ذلك من خلال تضاريس المدينة وخصوصية عمرانها وترقيم السيارات…إلخ. فعلى من يضحك أصحاب هذه الصفحات؟ وما هي الغاية من ترويج الإشاعات والأكاذيب حول أحداث مدينة الحسيمة؟ الجواب، بكل بساطة، هو أن أصحاب هذه الصفحات المشبوهة يعتقدون أن حرية التعبير هي التستر وراء شاشة الحاسوب وترويج الأكاذيب، واهمين ومتوهمين أنهم أضحوا يشكلون جماعة ضغط أو عامل مؤثر في السياسات العمومية، بيد أن الحقيقة هي أنهم يلعبون بحصاة ملتهبة هم أول من يتأذى منها.