علم «المغرب 24» من مصدر دبلوماسي مطلع أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس سيبدأ الجمعة المقبل المرحلة الثالثة من جولته الإفريقية الثانية٬ إذ من المنتظر أن يصل إلى العاصمة النيجيرية أبوجا في زيارة رسمية٬ قادما من العاصمة الملغاشية أنتاناناريفو. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد بدأ جولته الإفريقية الثانية من أديس أبابا العاصمة الإثيوبية. وسيزور أيضا كينيا٬ وتوقع المصدر ذاته أن تشمل الجولة الملكية أيضا زامبيا. وسبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن قام قبل أسابيع بجولة أفريقية أولى٬ شملت رواندا وتنزانيا والسنغال. وهذه أول مرة يزور فيها جلالة الملك إثيوبيا ومدغشقر وكينيا ونيجيريا منذ توليه حكم البلاد عام 1999. وسبق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أن قام بعدة جولات في إفريقيا الغربية٬ إلى جانب جولته الأخيرة في شرق إفريقيا. وتأتي المرحلة الثانية من الجولة الأفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في وقت طلب فيه المغرب رسميا العودة إلى الاتحاد الإفريقي بعد غياب زاد على ثلاثة عقود. يذكر أن المغرب انسحب من منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) في شتنبر من عام 1984 احتجاجا على قبولها عضوية ما يسمى ب«الجمهورية الصحراوية»٬ التي أعلنتها جبهة البوليساريو عام 1976 من جانب واحد بدعم من الجزائر وليبيا. وظلت عضوية المغرب معلقة في المنظمة ثم في الاتحاد الإفريقي٬ الذي تأسس في يوليو ٬2001 والذي يضم حاليا 54 دولة. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أعلن في رسالة إلى قمة الاتحاد الأفريقي٬ التي انعقدت في 18 يوليو في كيغالي (رواندا) قرار عودة المغرب إلى الاتحاد. وقال صاحب الجلالة الملك محمد السادس نهاية يوليو في خطاب بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لعيد العرش المجيد : «إن قرار المغرب بالعودة إلى أسرته المؤسسية الإفريقية لا يعني أبدا تخليه عن حقوقه المشروعة٬ أو الاعتراف بكيان وهمي يفتقد لأبسط مقومات السيادة٬ تم إقحامه في منظمة الوحدة الإفريقية٬ في خرق سافر لميثاقها». وقدم المغرب طلبا رسميا بشأن العودة إلى الاتحاد الأفريقي يوم 23 شتنبر الماضي٬ قدمه مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس السيد الطيب الفاسي الفهري في نيويورك إلى رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي دولاميني زوما. وفي 6 نونبر الحالي أشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب وجهه إلى الأمة من دكار بمناسبة الذكرى ال41 للمسيرة الخضراء٬ إلى أن عودة المغرب إلى أسرته المؤسسية القارية لن تغير شيئا من مواقفه الثابتة بخصوص مغربية الصحراء٬ بل إنها ستمكنه من الدفاع عن حقوق بلاده المشروعة٬ وتصحيح المغالطات٬ التي يروج لها خصوم وحدة المغرب الترابية٬ خاصة داخل المنظمة الإفريقية٬ كما سيعمل على منع مناوراتهم لإقحامها في قرارات تتنافى مع الأسس التي تعتمدها الأممالمتحدة لحل هذا النزاع الإقليمي المفتعل٬ وتتناقض مع مواقف أغلبية دول القارة الإفريقية. وذكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس أن عودة المغرب للاتحاد الإفريقي٬ ليست قرارا تكتيكيا٬ ولم تكن لحسابات ظرفية٬ وإنما هو قرار منطقي٬ جاء بعد تفكير عميق. على صعيد ذي صلة٬ جددت فرنسا أمس موقفها الثابت بخصوص قضية الصحراء مؤكدة أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب قبل سنوات٬ قاعدة جدية وذات مصداقية من أجل حل متفاوض بشأنه. وقال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية رومان نادال خلال لقاء صحافي إن «موقف فرنسا حول هذا الموضوع معروف وثابت»٬ مشددا على أن بلاده تدعم البحث عن حل عادل مستدام ومقبول من جميع الأطراف٬ تحت إشراف الأممالمتحدة وطبقا لقرارات مجلس الأمن. وأضاف المسؤول الفرنسي أن فرنسا «تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007 يشكل قاعدة جدية وذات مصداقية من أجل حل متفاوض بشأنه».