عاشت مدينة طنجة ليلة عصيبة، بعدما أغرقت التساقطات المطرية الغزيرة عددا من الأحياء، متسببة في فيضانات اجتاحت الشوارع والمنازل والمحلات التجارية، وسط خسائر مادية جسيمة، ومشاهد كارثية وثقتها عدسات المواطنين. وفي مواجهة هذه الوضعية الطارئة، تحرك والي جهة طنجة-تطوان-الحسيمة بسرعة، مستنفرا كافة المسؤولين والسلطات المحلية من أجل التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتخفيف من معاناة السكان المتضررين. وأعطى الوالي تعليماته الصارمة لتعبئة جميع الموارد البشرية واللوجستية، والتنسيق بين مختلف المصالح المعنية لضمان التدخل الفوري، وهو ما أسهم في الحد من الأضرار وتقديم الدعم للأسر المتضررة. ولم يتردد والي الجهة في تحميل شركة "أمانديس"، المكلفة بتدبير الصرف الصحي وتوزيع الماء والكهرباء ، مسؤولية الاختناقات التي شهدتها قنوات تصريف المياه، والتي عجزت عن استيعاب كميات الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى غرق عدد من الأحياء وتحول الشوارع إلى أنهار جرفت معها ممتلكات المواطنين. وفي أول رد لها، أوضحت شركة "أمانديس" عبر مسؤول لها في تصريح ل"المغرب 24″، أن سبب اختناق بالوعات تصريف المياه يعود إلى المخلفات التي يتركها الباعة المتجولون، من نفايات وصناديق بلاستيكية وبقايا سلع، مما أدى إلى انسداد شبكات الصرف الصحي وعجزها عن تصريف المياه بشكل طبيعي. وأكدت الشركة أنها قامت بتدخلات ميدانية فورية منذ الساعات الأولى للأمطار، لكنها شددت على أن حماية البنية التحتية مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود الجميع، بما في ذلك احترام معايير النظافة وتجنب رمي المخلفات في المرافق العمومية. ورغم الاستنفار الرسمي والتدخلات العاجلة، تظل هذه الفيضانات تكرارا لسيناريو مألوف في كل موسم شتاء، ما يطرح تساؤلات حول جاهزية المدينة لاستقبال الأمطار الغزيرة، ومدى فعالية البنية التحتية لمواجهة مثل هذه الأوضاع الطارئة.