أعلن جنود متمردون في الغابون، اليوم الأربعاء، "إنهاء النظام القائم" بإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي أعيد فيها انتخاب علي بونغو رئيسا للبلاد، ليممد استحواذه على السلطة منذ 55 عاما لعائلة بونغو. وأكدت مفوضية الانتخابات في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء فوز الرئيس علي بونغو أونديمبا (64 عاما) في الانتخابات بحصوله على نسبة 64 بالمئة من الأصوات، لكن طموح ولاية ثالثة تبخّر. وحصل المنافس الرئيسي لبونغو، ألبير أوندو أوسا، على 30,77 بالمئة من الأصوات فيما تقاسم 12 مرشحا آخر ما تبقى من أصوات. أوسا كان قد تحدث عن "عمليات تزوير أدارها معسكر بونغو" قبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع السبت وأكد فوزه بالانتخابات. وطالب أوسا معسكر بونغو الاثنين "لتنظيم تسليم السلطة من دون إراقة دماء" استنادا إلى فرز للأصوات أجراه مدققوه ومن دون أن ينشر أي وثيقة تثبت ذلك. - Advertisement - ماذا حدث بعد إعلان فوز بونغو؟ مباشرة بعد إعلان علي بونغو رئيسا للبلاد، سمع دوي إطلاق نار وسط العاصمة، ليبروفيل، وظهر بعد ذلك عشرات الجنود، الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي، على شاشة التلفزيون الحكومي صباح الأربعاء وأعلنوا الاستيلاء على السلطة. وقال متحدث باسم المتمردين، وبينهم عناصر من الدرك والحرس الجمهوري وفصائل أخرى من قوات الأمن: "نحن قوات الدفاع والأمن المجتمعة ضمن لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات، قررنا باسم الشعب الغابوني الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم". وأضاف "لهذه الغاية، ألغيت الانتخابات العامة التي جرت في 26 آغشت 2023 فضلا عن نتائجها، مؤكدا "التعهد باحترام التزامات الغابون تجاه المجتمع الوطني والدولي". - Advertisement - وبحسب المتمردين، فإن تنظيم الانتخابات "لم يحترم شروط اقتراع يتمتع بالشفافية والمصداقية ويشمل الجميع كما كان يأمل الشعب الغابوني" منددين ب"حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى". وشدد المصدر ذاته على أن "كل المؤسسات حلت، الحكومة ومجلس الشيوخ والجمعية الوطنية والمحكمة الدستورية. ندعو المواطنين إلى الهدوء" مؤكدا إغلاق حدود البلاد "حتى إشعار آخر" وقال: "قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم". ومن بين العسكريين المتمردين عناصر من الحرس الجمهوري المكلف بحماية الرئاسة فضلا عن جنود من الجيش وعناصر من الشرطة، والضباط الأربعة الكبار هم اثنان من الحرس الجمهوري واثنان من الجيش. ولم يعرف بعد مصير علي بونغو الذي تحكم عائلته الدولة الغنية بالنفط والواقعة في وسط إفريقيا، منذ أكثر من 55 عاما، لكن الحي الذي يسكنه كان هادئا صباح الأربعاء، بحسب شهود. وتولى بونغو السلطة في فترتين رئاسيتين منذ وصوله إلى السلطة عام 2009 بعد وفاة والده، عمر بونغو الذي حكم البلاد طيلة 41 عاما. وواجه بونغو في الانتخابات ائتلافا معارضا بقيادة عالم الاقتصاد ووزير التعليم السابق، ألبير أوندو أوسا، والذي جاء ترشحه المفاجئ قبل أسبوع من التصويت. الأوضاع بعد إعلان الانقلاب. وأثيرت مخاوف بشأن نشوب أعمال عنف أعقبت الانتخابات بسبب المظالم العميقة بين سكان البلاد البالغ عددهم نحو 2.5 مليون نسمة، إذ إن ما يقرب من 40 بالمئة من سكان الغابون، والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، عاطلون عن العمل منذ عام 2020، بحسب البنك الدولي. وبعد انتخابات الأسبوع الماضي، أعلن وزير الاتصالات، رودريغ مبومبا بيساو، على شاشة التلفزيون الرسمي فرض حظر تجوال ليلي اعتبارا من السابعة مساء وحتى السادسة صباحا، وقال إن الوصول إلى الإنترنت مقيد إلى أجل غير مسمى بسبب دعوات العنف ومحاولات نشر معلومات مضللة. وفي يناير 2019، حاول جنود متمردون الانقلاب على بونغو، بينما كان الرئيس في المغرب يتعافى من سكتة دماغية، لكنهم فشلوا.