ترأست الأميرة للا أسماء، رئيسة مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، اليوم الإثنين بمستشفى التخصصات بالرباط، حفل إطلاق عملية زراعة قوقعة الأذن في غرب إفريقيا، وذلك في إطار برنامج "نسمع". وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، العباس بوهلال، أن توسيع نطاق البرنامج الوطني "نسمع" ليشمل البلدان الإفريقية في إطار حملة "معا، سنسمع بشكل جيد"، يندرج تماما في إطار الرؤية الملكية، التي تجعل من التعاون جنوب-جنوب مع البلدان الإفريقية خيارا استراتيجيا، تحت القيادة المتبصرة للملك محمد السادس، والذي يتأسس على رؤية شاملة ومتوازنة من أجل تنمية القارة. وبهذه المناسبة، تابعت الأميرة للا أسماء عرضا حول برنامج "نسمع"، قدمه مسؤول البرنامج وأمين مال المؤسسة، كريم الصقلي. وبعدما أبرز أهمية تشخيص الصمم، أكد الصقلي أن مؤسسة للا أسماء انخرطت في الرؤية الملكية وتوسيع برنامج "نسمع" ليشمل عددا من البلدان الإفريقية، والمتمثلة في السنغال وكوت ديفوار والبنين والطوغو وبوركينا فاسو والغابونوالنيجر. وأوضح أن حوالي 30 طفلا يعانون من إعاقة الصمم من هذه البلدان انتقلوا إلى المغرب مع أحد أقاربهم من أجل الاستفادة من زراعة قوقعة الأذن على مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية بالمملكة والمستشفى العسكري. وقال إنه ستتم مرافقتهم، أيضا، بأطباء متخصصين في أمراض الأنف والأذن والحنجرة ومتخصصين في تصحيح النطق من أجل متابعة حالتهم بعد عودتهم إلى بلدانهم، مؤكدا أنه لضمان نجاح هذا المشروع، اشتغلت المؤسسة مع عدد من الشركاء. إثر ذلك، تابعت الأميرة عرضا حول الابتكار التكنولوجي في خدمة إدماج الأشخاص ذوي إعاقة الصمم، قدمته وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار. وبعدما نوهت بانخراط الأميرة للا أسماء لفائدة الأطفال والشباب من ذوي إعاقة الصمم على المستوى الوطني وبإفريقيا، عبرت حيار عن ارتياحها لاكتساب هذا البرنامج بعدا قاريا وارتقائه إلى إطار للتعاون الإفريقي. من جانبه، أكد المدير الدولي لنوادي ليونس الدولية – إفريقيا، فانسون أليكسيس غوميز، أن "طموح مؤسسة للا أسماء لتوسيع برنامجها 'نسمع' ليشمل عددا من البلدان الإفريقية يحمل العديد من المزايا، ويعكس انفتاح المملكة على أبنائها وبناتها في إفريقيا". وفي هذا الصدد، أشاد غوميز ب"الانخراط القوي للأميرة ولطفها الكبير وإنسانيتها المعترف والمشهود بهما" في العمل الاجتماعي لفائدة الأطفال من ذوي إعاقة الصمم في المغرب والخارج. ومن جهته، عبر المدير العام ل"بنك إفريقيا"، أمين بوعبيد، عن امتنانه الكبير للأميرة ولمؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، مبرزا الدور الهام للشراكة جنوب-جنوب في معالجة الصمم لدى الأطفال، والذي يمكن أن يغير حياتهم. أما ممثلة الفريق الطبي المكلف بالعمليات بالمركز الاستشفائي الجامعي بالرباط، ليلى الصقلي، فقد أكدت أن زرع قوقعة الأذن في المغرب حقق تقدما ملموسا، وذلك منذ سنة 2002، وخاصة بعد إحداث وزارة الصحة لمراكز مرجعية لزراعة قوقعة الأذن، مكلفة بالتكفل بالطفل بمجرد تشخيص هذا الإعاقة لديه. وسجلت الصقلي أنه أمام نجاح برنامج "نسمع" في المغرب، ترغب مؤسسة للا أسماء في تمكين الأطفال من ذوي إعاقة الصمم المنحدرين من إفريقيا من الاستفادة من هذه العملية، مشيرة إلى أن كافة الأساتذة الباحثين في أمراض الأذن والأنف والحنجرة على مستوى المراكز الوطنية المرجعية لزراعة قوقعة الأذن، ينخرطون في إنجاح هذا البرنامج سواء على المستوى الوطني أو إفريقيا. وأكدت أنه "في إفريقيا، يبقى هذا البرنامج واعدا، على اعتبار أن هدفه الرئيسي يتمثل في نقل الخبرة المغربية التي تمت مراكمتها في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، في مجال إعادة التأهيل السمعي من خلال زرع قوقعة الأذن. وفي هذا الإطار، وقعت مؤسسة للا أسماء للاطفال الصم ثلاث اتفاقيات شراكة. تتعلق الأولى ببروتوكول للدعم المالي لبرنامج "نسمع" مع وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط. وتهم الاتفاقية الثانية الموقعة مع وزارتي العدل والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تكوين العاملين في منظومة العدالة في لغة الإشارة. أما الاتفاقية الثالثة، المتعلقة بإدماج الشباب خريجي مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، فقد تم توقيعها مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك). عقب ذلك، قامت الأميرة للا أسماء بزيارة لأطفال من السنغالوالغابون مستفيدين من برنامج "نسمع" بغرفة الاستشفاء. ولدى وصول الأميرة للا أسماء، استعرضت تشكيلة من القوات المساعدة التي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام عليها عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، وشكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وخالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، ويونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، وعواطف حيار، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وسفراء وقائمون بأعمال البلدان الإفريقية المستفيدة (كوت ديفوار، البنين، الغابون، السنغال، الطوغو، النيجر، بوركينا فاسو)، إلى جانب محمد يعقوبي، والي جهة الرباط- سلا- القنيطرة، ورشيد العبدي، رئيس مجلس الجهة، ومحمد دردوري، الوالي المكلف بالتنسيق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وشخصيات أخرى.