من المنتظر أن توقع الولاياتالمتحدة وإسرائيل وثيقة بمنع إيران من حيازة سلاح نووي، وهو الاتفاق الذي يرى البعض أنه سيوسع العلاقة الأمنية طويلة الأمد بين البلدين. بايدن لم يستبعد استخدام القوة ضد إيران ك"ملاذ أخير". يُوقع الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد اليوم الخميس (14 يوليوز 2022) على اتفاق مشترك يتعهدان فيه بمنع إيران من حيازة سلاح نووي في اليوم الثاني من رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط، وفق مسؤول أمريكي. وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، في وصفه للإعلان المشترك للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن الاتفاق سيوسع العلاقة الأمنية طويلة الأمد بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وقال المسؤول « هذا الإعلان مهم للغاية، ويتضمن التزاماً بعدم السماح لإيران مطلقاً بامتلاك سلاح نووي والتصدي لأنشطتها المزعزعة للاستقرار، لا سيما التهديدات لإسرائيل ». ويواجه بايدن معركة شاقة لإقناع إيران بالانضمام إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب في عام 2018. ومن المرجح أن يواجه بايدن أسئلة من إسرائيل ودول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حول الحكمة من إحياء الاتفاق النووي الإيراني وماذا ستفعله الولاياتالمتحدة لمواجهة تصرفات إيران الإقليمية، بغض النظر عن إحياء الاتفاق من عدمه. وفي مقابلة تلفزيونية إسرائيلية يوم الأربعاء، قال بايدن إن الاتفاق النووي يمثل أفضل فرصة لتعطيل محاولات إيران لتطوير قنبلة نووية. وأضاف « الشيء الوحيد الأسوأ من إيران الموجودة الآن هو وجود إيران تملك أسلحة نووية، وإذا تمكنا من العودة إلى الاتفاق فيمكننا تقييدها ». ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الولاياتالمتحدة استخدام القوة إذا لزم الأمر قال « إذا كان هذا هو الملاذ الأخير، نعم ». وقال مسؤول إسرائيلي كبير طلب عدم الكشف عن هويته إنّ « إعلان القدس بشأن الشراكة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل » سيكون « شهادة حيّة على الطبيعة الفريدة وصحة ومدى وعمق وحميمية » هذه العلاقة الثنائية. وأضاف أنّ الوثيقة التي لم يطلق عليها الأمريكيون حتى الآن اسم « إعلان القدس »، ستعبّر عن « موقف واضح وموحّد ضدّ إيران وبرنامجها النووي وعدوانها في سائر أنحاء المنطقة ». ولا تخشى إسرائيل فقط من حصول عدوّتها إيران على القنبلة النووية، السلاح الذي تنفي طهران أن تكون تسعى إليه، بل إنّ الدولة العبرية تخشى أيضاً من أن يؤدّي رفع العقوبات إلى تعبئة خزائن الجمهورية الإسلامية بالمال وبالتالي تمكين الإيرانيين من زيادة دعمهم لحلفائهم في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية. ويبقى الطريق الواجب اتّباعه في مقاربة الملف النووي الإيراني مصدر تباين بين الولاياتالمتحدة التي ترغب في تجربة المسار الدبلوماسي من خلال إحياء الاتفاق النووي المبرم العام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وإسرائيل التي تدعو لانتهاج الخط المتشدّد. وكان بايدن قد وصل إلى إسرائيل يوم الأربعاء، في أول رحلة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه في أوائل عام 2021، وسيجري محادثات مع القادة الإسرائيليين اليوم الخميس، كما سيعقد مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع لابيد. وسيلتقي بايدن بالزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة يوم الجمعة وسيجري محادثات مع زعماء السعودية وحلفاء خليجيين آخرين في جدة يوم السبت.