"اللهم إن هذا منكر، هد الشي راه بزاف، واش حنا ماشي بشر ولا" هكذا صرخ شاب في الثلاثين من عمره بجماعة المنصورة بإقليم شفشاون، بنبرة تسيطر عليها معالم الحسرة. ويعيش سكان الجماعة المذكورة واقعا لا يحسدون عليه أبدا، فالعطش بدأ يحكم قبضته على الدواوير و المداشر، ورغم نقلنا لهذه المعاناة المتواصلة، إلا أن الأمر لا زال على حاله، ولم تلتفت أي جهة، خصوصا الجهات المعنية، من أجل التدخل ووضع حد لأزمة العطش الراهنة. وسبق لجريدة المغرب 24 أن تطرقت للموضوع وتوصلت بتوضيح من المكتب الوطني للماء والكهرباء-قطاع الماء، حيث أوضح أن الأشغال تم استئنافها، وأن الماء سيتم ربطه بالمحطات المائية بكل الدواوير في أقرب الآجال، لكن يبدو أن كلام المكتب الوطني، لا فائدة منه وأنه يريد تمديد هذه الأزمة ومضاعفة المعاناة التي تنخر أجساد المواطنين في تلك البقعة الأرضية من هذا الوطن. ويشتكي المواطنون كل يوم من ندرة المياه، فالماء أصبح هاجسهم الوحيد، خصوصا وأن فصل الصيف لا زال في بدايته والماء هجر منابع الآبار والعيون والوديان المحلية والسواقي. وفي حديثه لجريدة المغرب 24 قال شاب من سكان جماعة المنصورة "يجب أن يعلم المسؤولون هنا أن أوضاعنا تُشَفّي وقاسية، والطبيعة بدورها قاسية، والقساوة تعلو وجوه الناس، يكفي أن تتجول في كل الدواوير لتعلم أن الأمر لم يعد كما كان، ستعرف أن الناس راكموا معاناة قاسية خلال السنوات الأخيرة، ونقص مدخولهم، بل انعدم، وانضافت لقائمة معاناتهم معاناة جديدة اسمها (الماء)". وأضاف ذات المتحدث "إلى أين سنذهب؟ لا أرض أخرى تستقبلنا، ولا سماء أخرى تَقْبَل علينا، نحن أبناء هذه البلاد ولا نريد مغادرتها، نعلم أن الحياة فيها أصبحت قاسية ولكن سنصبر إلى غاية أن يصل الحل ويستيقظ المسؤولون من نومهم، وأنا على يقين أن الصحافة هي التي ستوصل صوتنا غير المسموع لهم، وأنا أريدكم أن تكتبوا عن معاناتنا فيوما ما سيلتفتون، لا تتوقفوا عن الكلام".