لم يكن مفاجئا عقد لقاء تنسيقيا بين قيادات حزبي العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة ، والذي يمكن وصفه بزواج المصلحة، لأن هذا اللقاء ليس جديدا، رغم حدة المواجهة وتبادل الاتهامات بين قادة الحزبين طيلة السنوات الأخيرة. وحسب مصدر مطلع فإن اللقاء احتضنه مقر حزب العدالة والتنمية المركزي بالرباط، وترأسه كل من سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وعبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بحضور أعضاء من المكتب السياسي ل"البام" والأمانة العامة ل"البيجيدي". وقال سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن اللقاء الذي جمع قيادات حزبي العدالة والتنمية وحزب الأصالة والمعاصرة جاء "للتشاور في الكثير من القضايا على المستوى الوطني والحزبي، وكذا التشاور بخصوص الاستحقاقات الانتخابية المقبلة". وأضاف العثماني، أن الحزبين يفكران في "استمرار الحوار السياسي في المستقبل يشمل جميع القضايا الخلافية أو فيها وجهات نظر متباينة بين الطرفين"، مؤكدا أن تلك القضايا سيتم "مناقشتها ونحاول تجاوزها باعتبارها مخلفات الماضي، وهي موجودة، لكن هناك إرادة مشتركة للقيام بتجاوزها" مشيراً إلى أن اللقاء تم خلاله التوقيع على بلاغ مشترك بين الحزبين. من جانبه ، قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إن اللقاء الذي جمع قيادات حزبه بقيادات حزب العدالة والتنمية، كان "صادقا صريحا وواضحا". و أعرب وهبي، عن شكره لسعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب "المصباح" ولأعضاء الأمانة العامة، مؤكدا أن اللقاء يدل على نضج القوى السياسية لبلادنا، "فنحن نختلف لكن فيما يخص قضايا الوطن فلدينا موقف ثابت ومتشابه" . وبخصوص اللقاء، أوضح المتحدث ذاته، أنه كان فرصة لمناقشة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، حيث "قلنا إنه يجب انجاحها لما فيه مصلحة ديمقراطيتنا"، مشيرا إلى أن هذه خطوة "أولى وستتبعها خطوات لإنجاح العملية السياسية في المغرب". يذكر أن الحزبان أبرم أزيد من 50 تحالفا أثناء تشكيل المجالس الجماعية، خلال سنة 2015، كما ظهرت تحالفات بينهما داخل الغرف المهنية وداخل مجلسي البرلمان، ويكون الهدف دائما هو اقتسام «وزيعة» المناصب والامتيازات، ما يضفي طابع المصلحة على التحالف بين الحزبين، لأنه لا يقوم على أساس برنامج سياسي أو تقارب إيديولوجي.