تم مؤخرا بالعاصمة الباراغوايانية، أسونسيون، تقديم كتاب "نظرة لاتينوأمريكية حول الصحراء المغربية" يفضح مناورات والدعاية الكاذبة والمغرضة ل+"البوليساريو+. وتم تقديم الكتاب، الذي كتب مقدمته نائب رئيس الباراغواي، هوغو فيلاسكيز، بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 45 للمسيرة الخضراء خلال حفل تميز، على الخصوص، بحضور فيلاسكيز ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بالباراغواي ورئيس مجموعة الصداقة المغربية الباراغوايانية، والتر هارمس، وفق بيان لسفارة المغرب بأسونسيون. وعرف الحفل أيضا حضور وزير التعمير والإسكان، كارلوس بيريرا، ورئيس المحكمة العليا للعدالة الانتخابية، خايمي بيستارد، ونائب رئيس بنك التنمية للبلدان الأمريكية، بينيغنو لوبيز، ووزيرة العلاقات الخارجية السابقة، ليلى رشيد، والسناتور وعضو مجموعة الصداقة الباراغوايانية المغربية، فرناندو سيلفا فاسيتي، فضلا عن رجال أعمال وأكاديميين. ويسلط الكتاب لمؤلفه إغناسيو مارتينيز الضوء على نشأة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما يؤكد تورط الجزائر في عملية خلق +البوليساريو+ و +الجمهورية الوهمية+ بهدف تحقيق هوس بسط هيمنتها على المنطقة. ويفضح مارتينيز، في هذا الصدد، "السياسة العدائية للجزائر تجاه المغرب ووحدته الترابية"، ويستنكرا انتهاكات حقوق الإنسان والقمع الممارس بمخيمات "الاستغلال" بتندوف، وتحويل المساعدات الإنسانية الموجهة للساكنة المحتجزة بالتراب الجزائري. ويضيف أنه أمام هذه المناورات، بذل المغرب جهودا كبيرة في إطار العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع المفتعل حول وحدته الترابية، لافتا إلى أن موقف المملكة تسنده وتقويه الحجج التاريخية والجغرافية والثقافية والقانونية، فضلا عن سمو مبادرة الحكم الذاتي "الجادة وذات المصداقية". ويتوقف مؤلف الكتاب، الذي يسلط الضوء على تورط الجزائر في هذا النزاع الإقليمي، أيضا عند مختلف الإنجازات التي حققتها الدبلوماسية المغربية، وزخم التنمية والتقدم بالأقاليم الجنوبية، في وقت تستمر فيه معاناة الساكنة المحتجزة في تندوف بالجزائر. ودعا مارتينيز، في مداخلة له خلال حفل تقديم الكتاب، الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤوليتها ودعم جهود المغرب، الذي وصفه بأنه "شريك استراتيجي" للباراغواي. من جانبه، شدد السيد فيلاسكيز على أهمية هذا الكتاب، الذي يتماشى مع مقاربة الحكومة الباراغوايانية من أجل تعزيز السلم والحوار، بالنسبة للطبقة السياسية والدبلوماسيين والفاعلين في المجتمع المدني، مؤكدا أن حكومة بلاده تعمل على تعزيز التعاون مع المغرب. من جهته، أبرز سفير المغرب لدى الباراغواي، السيد بدر الدين عبد المومني، العمل البحثي الجاد المعزز بزيارة ميدانية إلى الأقاليم الجنوبية للمغرب ولقاءات مباشرة مع مختلف مكونات المجتمع المدني المحلي مما يعزز مصداقية هذا الكتاب. ولفت الدبلوماسي المغربي، الذي أشاد بجودة العلاقات بين المغرب والباراغواي اللذين يتقاسمان العديد من القيم والمبادئ، إلى أنه في عصر التكامل الإقليمي "لا يزال البلد الجار يصر على وضع العراقيل ويغذي النزعة الانفصالية". وأضاف أن "المغرب ما فتئ يعمل، وفق رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس المتجهة نحو المستقبل، على بناء منطقة تنعم بالسلم والازدهار لمواجهة التحديات والتهديدات المحدقة بالمنطقة بشكل مشترك". وأشار السيد عبد المومني إلى أن عدالة القضية الوطنية تستند إلى حجج تاريخية ومبادئ القانون الدولي والدعم المتنامي للمجتمع الدولي، كما يؤكد ذلك افتتاح العديد من القنصليات في مدينتي الداخلة والعيون وقرار مجلس الأمن الدولي الأخير رقم 2548. بدوره، أشاد هارمس بقدرة المؤلف على إجراء تحليل دقيق للدور الريادي للمغرب ليس على المستوى الإقليمي فحسب، بل أيضا على المستوى المتعدد الأطراف، مسلطا الضوء على التطور الذي تشهده الأقاليم الجنوبية للمغرب "التي تحولت من مناطق صحراوية بسيطة إبان استرجاعها إلى منطقة تعرف تقدما اقتصاديا واجتماعيا كبيرا". وفي السياق ذاته، سلط الضوء على عدالة القضية الوطنية، وحذر من "الخطر الذي تمثله مجموعة +البوليساريو+ الانفصالية"، مسجلا "تورط الجزائر في هذا النزاع الإقليمي ودعمها المباشر للانفصاليين".