أشغال يوم الاثنين 26 أكتوبر 2020 الندوة الأولى : "الدور الحاسم للتعليم في التنمية الاقتصادية للقارة الإفريقية" المحاضران الشرفيان : السيد محمد برادة أستاذ بجامعة الحسن الثاني والسيد إسماعيل الدويري، المدير العام المكلف بقطب بنك التقسيط الدولي وشركات التمويل المتخصصة التابعة لمجموعة التجاري وفابنك. ملخص الندوة : استهل السيد إسماعيل الدويري كلمته الافتتاحية مشيدا باختيار موضوع الندوة من خلال إبراز أهميته بالنسبة لقارتنا، لاسيما فيما يخص مواكبة الشباب الأفارقة عبر نماذج بيداغوجية مبتكرة وواضحة ومهيكلة. كما أشار السيد الدويري لأهمية تقديم إجابات للعديد من الأسئلة التي تدعونا للتفكير في الكيفية التي يجب أن تسلكها قارتنا لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم. وركز السيد الدويري في مقدمة مداخلته على العديد من التساؤلات التي تقتضي تفكيرا عميقا بغية جرد حصيلة العمليات المنجزة على صعيد القارة وبلورة استراتيجيات مستقبلية تتكيف مع التحولات الظرفية والكفيلة بإيجاد مكانة خاصة بإفريقيا عبر بناء مستقبلها. كما أشار السيد الدويري إلى أن قارتنا تمتلك خزانا من المواهب المدعوة للاضطلاع بدور حاسم في تطوير إفريقيا، وذلك عبر وضع التعليم في صميم سيرورة اكتساب الكفاءات. وقام السيد إسماعيل الدويري في كلمته الافتتاحية بتقديم مسار السيد محمد برادة صاحب المسار المتميز والحافل والملهم و ذي التجربة المهمة التي تشرف بلادنا. أما السيد محمد برادة، فرحب في كلمته الافتتاحية بمبادرة مجموعة التجاري وفابنك من خلال تنظيم منتدى ذي أبعاد إفريقية لمناقشة موضوع مهم يتعلق بتطوير المواهب والكفاءات على صعيد القارة. ثم أشار السيد محمد برادة لأهمية التفكير في الشأن التعليمي ضمن إطار عام يتعلق بمشروع مجتمعي والذي من شأنه تمكين الاقتصاديات الإفريقية من إحداث وقع إيجابي على العديد من القطاعات. فبالنسبة للبروفيسور محمد برادة، يجب أن يتم تصور عرض بيداغوجي ومبتكر ومهيكل وموجه صوب المستقبل ضمن إطار أوسع يراعي مواضيع أخرى مثل ( التحديات الديمغرافية لإفريقيا والصحة والبنية التحتية والنقل والتغذية والسكن…). إثر ذلك، تطرق السيد محمد برادة لكون الشباب الأفارقة يشكلون القوة المحركة للقارة التي يمكنها الاعتماد على مواهبها من أجل رفع تحديات مهمة تتعلق بمستقبلها. من هذا المنطلق، أبرز الضرورة الملحة والمستعجلة لجعل الولوج للتعليم في إفريقيا من الأولويات، مشيرا بأن القارة تسجل أعلى النسب على مستوى الإقصاء المدرسي وبالأخص في صفوف الفتيات اللواتيي لهن دور مهم في التنمية الاقتصادية. وحسب السيد برادة، أزيد من خمس الأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 سنوات و 11 سنة لا يلجون إلى المدارس، مما يمثل إشارة إنذار تستوجب ردا سريع وناجعا ومستداما عبر اتخاذ تدابير مستعجلة. ومن ناحية أخرى، أبرز السيد محمد برادة أهمية تسريع المبادرات والمشاريع المهيكلة الرامية للنهوض بالتعليم في إفريقيا، وذلك عبر الإشارة لبعض الدول التي تكون سنويا مهندسا واحدا لكل 6000 نسمة، بالمقارنة مع الصين التي تكون اليوم مهندسا واحدا لكل 200 نسمة في كل سنة. وشدد السيد برادة على أن التعليم يؤثر على التنمية الاقتصادية في إفريقيا، من خلال الإشارة إلى الارتباط الموجود بين الموضوعين وعلى كون التقدم يمر عبر خارطة طريق التي تدرج عملها ضمن إطار عام. ثم أبرز السيد برادة النمو السنوي المهم المسجل كل سنة في إفريقيا، لكنه في المقابل بين أهمية التوزيع الجيد لهذا النمو وقدرته على إحداث مناصب شغل وطابعه الشمولي الذي يهم الفئات الأكثر هشاشة. وتخللت هذه الندوة أسئلة وأجوبة بين المحاضرين الشرفيين. فكانت هذه الحصة غنية من حيث المحتوى الفكري والتحليل العميق. وفي هذا الصدد، تطرق السيد الدويري لنقط حاسمة في إطار العديد من الأسئلة التي أجاب عنها البروفيسور برادة. وفي ختام كلمته، وجه السيد برادة رسالة للشباب الإفريقي وهي رسالة أمل ترتكز على قيم المواطنة والميثاق الاجتماعي والعيش المشترك و حب الوطن واحترام البيئة…. ودعا السيد برادة الشباب للأخذ بزمام مستقبلهم والمساهمة في تطوير القارة. وحسب رأي البروفيسور برادة، يجب على إفريقيا تثمين العنصر البشري وتحديث جهازها الإنتاجي وتحويل موادها الأولية محليا و القيام بمبادرات تثمن مؤهلاتها ومواهبها. الندوة الثانية : "دور الوكالة المغربية للتعاون الدولي في تطوير التعاون جنوب-جنوب" المحاضر الشرفي : سعادة السفير محمد مثقال، المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي. ملخص الندوة : استهل سعادة السفير محمد مثقال كلمته الافتتاحية ، منوها بمبادرة مجموعة التجاري وفابنك المتمثلة في تنظيم منتدى ذي صدى قاري رحب حول موضوع يكتسي أهمية خاصة بالنسبة لقارتنا. وأشاد سعادة السفير محمد مثقال بأهمية مواكبة الشباب الإفريقي من خلال برامج التعاون المهيكلة والموجهة لإبراز المواهب وتحفيز التميز في قارتنا التي تزخر بالكفاءات. وأشار سعادة السفير إلى أن الشباب يشكلون القوة الحية لقارتنا ويمثلون مؤهلا رئيسيا. لذا، يجب أن يتبوأ الشباب مكانة متميزة ضمن مسار التحول بإفريقيا التي يتعين عليها الاعتماد على مواهبها من أجل التطور وبناء مستقبلها. ومن ناحية أخرى، أبرز سعادة السفير محمد مثقال أهمية التعاون جنوب-جنوب، باعتباره دعامة للسياسة الخارجية للمملكة وإحدى أولويات المذكرة الدبلوماسية المغربية تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. ثم ألقى سعادة السفير الضوء على الدور المحوري للوكالة المغربية للتعاون الدولي من أجل الإسهام في تعزيز الأواصر التي تربط المغرب بدول الجنوب من خلال مبادرات مهيكلة والتي تهم 4 محاور رئيسية : – التعاون الأكاديمي والثقافي – التعاون التقني ومشاركة التجارب والخبرات – دعم مشاريع التنمية المستدامة – مساندة الأنشطة الإنسانية للمملكة المغربية على الصعيد الدولي. إثر ذلك، قدم السيد محمد مثقال عدة برامج مهمة أطلقها المغرب في 47 دولة إفريقية، معتمدا في ذلك على الشبكة الديبوماسية لوزارة التجارة الخارجية. وتروم هذه العمليات توحيد المبادرات لتصب في بناء قارة تضامنية والتي تعتمد على مؤهلاتها لتسلك تحولا ناجحا في المستقبل. وحث سعادة السفير محمد مثقال على الدور المهم للتعاون الأكاديمي، باعتباره حجر الزاوية لتنمية القارة. كما بين بأن القارة تتوفر على خزان من الكفاءات وتزخر بالمواهب التي يجب أن تضطلع كليا بدورها في تنشيط النسيج الاقتصادي ومواكبة التحولات التكنولوجية وتطوير ريادة أعمال شمولية. الندوة الثالثة : "التعاون جنوب-جنوب، رافعة لتسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا" المحاضران الشرفيان : السيد فتح الله سجلماسي، سفير سابق والرئيس التنفيذي لمؤسسة " Positive Agenda Advisory " والسيد يوسف الرويسي، المدير العام المساعد المكلف بقطب CIB. ملخص الندوة : في بداية هذه الندوة، تقدم السيد يوسف الرويسي بشكره للسيد فتح الله سجلماسي لحضوره في منتدى مواهب إفريقية الذي تنظمه مجموعة التجاري وفا بنك بصفته محاضرا شرفيا. كما أشاد السيد الرويسي باختيار موضوع الندوة الذي يكتسي أهمية خاصة في بناء قارة إفريقية تتوفر على اقتصاديات متينة ومستدامة. وركز السيد الرويسي على أهمية التعاون جنوب-جنوب كرافعة للتسريع الاقتصادي بين دول الضفة الجنوبية للمتوسط. وبالنسبة للسيد الرويسي، من الأهم إحداث نماذج تنموية ترتكز على استراتيجيات مبتكرة تمكن من إحداث نمو مشترك ذي قيمة مضافة عالية. وأوضح السيد الرويسي بأن التنمية الاقتصادية في إفريقيا يجب أن تقوم على أوجه تكامل اقتصادية بناءة وأشكال جديدة من الشراكات المبتكرة ومشاركة فرص النمو ضمن منطق مربح للطرفين. وقبل تسليمه الكلمة للسيد سجلماسي، أعرب له السيد الرويسي عن شكره لحضور فعاليات المنتدى قبل أن يستعرض الخطوط الكبرى لمساره الحافل والمتنوع. وفي كلمته الافتتاحية، هنأ السيد فتح الله سجلماسي مجموعة التجاري وفابنك على هذه المبادرة التي تعنى بالشأن الإفريقي من خلال نقاش غني بالمحتوى الفكري. كما تطرق لأهمية موضوع الندوة الذي يشكل اليوم موضوعا مهما من أجل تمكين القارة من بناء أسس اقتصادية قادرة على تقديم إجابات لمتطلبات وتحديات العالم في الوقت الراهن ومستقبلا. واستعرض السيد فتح الله سجلماسي خمسة تحديات التي يجب على قارتنا مواجهتها عبر تقديم حلول نفعية وفعلية. وهي : 1. تحدي الاستقرار والأمن وحفظ السلام 2. التحدي الديمغرافي 3. تحدي المناخ 4. تحدي الابتكار والتنافسية 5. تحدي الحكامة ومن شأن هذه التحديات أن تسمح لنا بالتساؤل حول مستقبل إفريقيا والقيام بشكل سريع بوضع آليات مناسبة لتصير القارة فاعلا في تحولها. ويتعين على دولنا أن تتحد لرفع هذه التحديات حول هدف مشترك يتمثل في النهوض بقارة موجهة صوب المستقبل وقادرة على جعل هذه الرهانات فرصا حقيقية للتطور والتقدم. ويستمد التعاون جنوب-جنوب معناه من هذه المنهجية التي ترتكز على أوجه تكامل ذكية والتي تروم ضخ دينامية إيجابية وطاقة هادفة في القارة وتمكينها من تحقيق الإقلاع المنشود. وتخللت هذه الندوة حصة من الأسئلة والأجوبة بين المحاضرين الشرفيين في إطار مناقشة غنية بالمحتوى الفكري والتحليل. وقدم المتدخلان قراءتيهما للموضوع مع إبراز أهمية التعاون جنوب-جنوب في تنشيط الاقتصادات الإفريقية. وتطرق السيد فتح الله سجلماسي أيضا للديناميات المهمة التي تم إطلاقها على صعيد القارة : الدينامية القارية/الدينامية الإقليمية/الدينامية الدولية/ الدينامية المقاولاتية/دينامية الابتكار والبحث والتعاون الجامعي. وأبرز السيد يوسف الرويسي أهمية التزام الفاعلين الاقتصاديين من خلال إبراز التزام مجموعة التجاري وفا بنك في هذا الصدد عبر عدة مبادرات مهيكلة، فساق نموذج مشروع دار المقاول الرامي لتطوير ريادة الأعمال عبر مواكبة الشباب من حاملي المشاريع لهيكلة مشاريعهم. كما قام السيد يوسف الرويسي بتلخيص عام للعناصر الأساسية التي تم سردها في هذه الندوة والتي كانت غنية بمحتواها كما لقيت متابعة كبيرة من الحاضرين. أشغال يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2020 الندوة الرابعة : "التعاون جنوب-جنوب في قلب نموذج التنمية الجديدّ المحاضران الشرفيان : سعادة سفير المغرب في كوت ديفوار السيد عبد المالك الكتاني و رئيس مجلس الإدارة الجماعية لوفاسلف- مجموعة التجاري وفابنك السيد بدر عليوة. ملخص الندوة : استهل هذه الندوة السيد بدر عليوة الذي شكر سعادة السفير عبد المالك الكتاني على مشاركته بصفته محاضرا شرفيا لمنتدى مواهب إفريقية. وفي كلمته الافتتاحية، أبرز السيد بدر عليوة دور القطاع البنكي والمالي في تطوير التعاون جنوب-جنوب لخدمة نمو مشترك ومدر لقيمة مضافة بالنسبة لقارتنا. ثم تطرق السيد بدر عليوة للمبادرات التي قامت بها مجموعة التجاري وفابنك من أجل مواكبة إنجاز مشاريع مهيكلة تساهم في ازدهار إفريقيا. وفي بداية كلمته، شكر السيد عبد المالك الكتاني مجموعة التجاري وفابنك على هذه المبادرة التي تعنى بقارتنا من خلال إتاحة نقاش هادف حول موضوع مهم والمتمثل في مواكبة المواهب على صعيد القارة. كما أشاد السيد عبد المالك الكتاني بدينامية مجموعة التجاري وفابنك في كوت ديفوار من خلال تسليط الضوء على دورها في مواكبة إنجاز المشاريع الكبرى ودعمها للاستثمار ونهجها الشمولي لفائدة اقتصاد مهيكل يمنح آفاقا مستدامة للنمو. وأشار سعادة السفير عبد المالك الكتاني لمتانة العلاقات بين المملكة المغربية وكوت ديفوار بناء على الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. كما رحب السيد عبد المالك الكتاني بالعلاقات الأخوية التي تربط البلدين مع تسليط الضوء على عدة محاور للتعاون التي تأتي لتجسد إرادة المغرب للإسهام الفعال في تطوير القارة. وتطرق سعادة السفير عبد المالك الكتاني لأهمية مواكبة الشباب الإفريقي في درب التميز لأن قارتنا هي في حاجة لجميع الطاقات والقوى الحية الراغبة في المساهمة من أجل جعل إفريقيا فضاء للنمو والإبداع. فحسب رأي سعادة السفير عبد المالك الكتاني، يجب على إفريقيا أن تثق في مؤهلاتها ويمكنها من هذا المنطلق تعزيز التكامل الجهوي وإيجاد أوجه بناءة للتكامل وإبراز سبل جديدة للتعاون تتميز بالابتكار ومسايرتها للعصر. إثر ذلك، أبرز سعادة السفير دينامية المغرب وإفريقيا ودوره في تطوير استثمار مستدام ومهيكل بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره لله من خلال إطلاق عدة مشاريع كبرى موجهة لتطوير قارتنا والتي تندرج بشكل جلي في سجل التعاون جنوب جنوب بكل طموح واستدامة وتوازن. كما أشار سعادة السفير عبد المالك الكتاني لريادة المغرب باعتباره فاعلا كبيرا في بناء الصرح الإفريقي ودوره في تطوير التدفقات التجارية والتعاون الاقتصادي والاستثمارات المباشرة الأجنبية جنوب-جنوب على صعيد القارة. ومن ناحية أخرى، بين سعادة السفير عبد المالك الكتاني بأن إفريقيا هي في قلب التنمية العالمية، وينبغي عليها أن تحدد روافد النمو وسبل التسريع الاقتصادي لضمان تنميتها في ظل ظرفية سريعة التحولات. وستحقق شعوبنا مكاسب عديدة بفضل بناء مشترك لنماذج التنمية ذات قيمة مضافة عبر مشاركة المكتسبات في سبيل خدمة تنمية مشتركة. كما حرص سعادة السفير عبد المالك الكتاني على تقديم مبادرة فعلية في مجال التعاون جنوب-جنوب والمتمثلة في المركز متعدد القطاعات محمد السادس للتكوين المهني في يوبوغون والذي تم تسمية فوجه الأول بفوج " الصداقة الإيفوارية المغربية " ( وتم اختيار سعادة السفير عراب هذا الفوج) المتخرج في الأسبوع الماضي والمتشكل من 195 خريجا من ضمنهم 121 امرأة. الندوة الخامسة : "الجاذبية الاقتصادية لإفريقيا : التحديات والآفاق" المحاضران الشرفيان : سعادة السيد إبراهيم الخليل سيك، سفير السينغال في المغرب والسيد جمال أحيزون، المدير العام المساعد في مجموعة التجاري وفابنك. ملخص الندوة : استهل هذه الندوة السيد جمال أحيزون الذي شكر سعادة السفير إبراهيم الخليل سيك على مشاركته بصفته محاضرا شرفيا في منتدى مواهب إفريقية. وفي كلمته الافتتاحية، قدم السيد جمال أحيزون الخصائص الكبرى لإفريقيا والرهانات المتعلقة بتنميتها والتحديات التي يتعين عليها مواجهاتها حاليا ومستقبلا. وتطرق السيد أحيزون لمؤهلات القارة ومواردها وكفاءاتها، مع الإشارة إلى أن القارة مدعوة لتسريع المبادرات المهيكلة لتحويل اقتصادياتها وإيجاد قيمة مضافة. كما تساءل عن الآليات التي يجب على القارة وضعها سريعا من أجل احتلال مكانة مهمة في تصور مستقبلها. وصرح السيد أحيزون بأن إفريقيا لها من المميزات ما يجعلها تضطلع بشكل كامل بدورها وذلك باعتبارها فضاء جذابا يستلهم التنمية والتقدم. لكن هذا الطرح يظل متباينا لأن القارة مطالبة بتحديث جهازها الإنتاجي عبر قيامها بتحويل ذاتي لموادها الأولية وإحداث اقتصاد شامل والذي سيمكن تطويره من تقديم قيمة مضافة حقيقية بالنسبة للساكنة. وفي مستهل كلمته، شكر سعادة السفير إبراهيم الخليل سيك مجموعة التجاري وفا بنك على تنظيمها لهذه المبادرة، مشيدا باختبار الموضوع نظرا لأهميته الخاصة بالنسبة للقارة. كما أشار سعادة السفير إبراهيم الخليل سيك للدور المحوري للتعاون جنوب-جنوب في التنمية الاقتصادية لإفريقيا عبر عمليات مهيكلة وموجهة لجعل القارة رافعة للتقدم والتطور. وبين سعادة السفير بأن جاذبية القارة وقدرتها على جلب الاستثمارات التي تحمل بين ثناياها آفاق النمو تشكل موضوعا في صميم تنمية القارة. ويعتبر الاستثمار المنتج والمؤدي لنمو مشترك وموزع بشكل جيد رافعة والتي يتعين علينا تفعيلها من أجل ضمان الاستدامة للقارة الإفريقية عبر وضع نماذج اقتصادية دينامية ومنفتحة على العالم. وتخللت هذه الندوة حصة من الأسئلة والأجوبة بين المحاضرين اللذين تقاسما مع الحضور قراءتيها الغنيتين والشيقتين للموضوع حول ثلاثة محاور رئيسية وهي : 1. النمو الاقتصادي في إفريقيا 2. محيط الأعمال 3. الموارد البشرية والمالية في إفريقيا إثر ذلك، لخص السيد أحيزون جميع العناصر الأساسية التي تم التطرق إليها خلال الندوة عبر إبراز الأهمية القصوى لوضع مناخ قار وجذاب قادر على استقطاب استثمارات ذات قيم مشتركة والتي تساهم في بناء قارة تتطور. وشدد سعادة السفير إبراهيم الخليل سيك على مؤهلات القارة التي يجب أن تثق في قدراتها بغية ولوج حقبة جديدة تقوم على نموذج يتبنى إحداث أوجه هادفة للتكامل وحيث إفريقيا تثق في نفسها من أجل التقدم. مائدة مستديرة ندوة حول موضوع: "التعاون جنوب-جنوب، أية مكانة من أجل إفريقيا الغد" المحاضرون الشرفيون : السيد عبدو سولاي ديوب، رئيس اللجنة الإفريقية للاتحاد العام لمقاولات المغرب السيدة مريم زعيري، المديرة العامة لصندوق الاستثمار SEAF لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط السيد رضا حمدون، المدير التنفيذي المكلف بالتطوير المؤسساتي والتجاري لمنطقة أسيا وشمال إفريقيا ( خارج المغرب) – مجموعة التجاري وفابنك السيدة كريمة مكيكا، عضو في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد داودا كوليبالي، المدير العام للشركة الإيفوارية للبنك التابعة لمجموعة التجاري وفابنك السيد أبابكر غاي، المدير التنفيذي المكلف بالرأسمال البشري للشركة البنكية لإفريقيا الغربية بالسينغال ملخص الندوة : تناولت الكلمة في بداية هذه الندوة السيدة منى قبلي، المسؤولة عن قطب الإصدارات والندوات في مؤسسة الرعاية التجاري وفابنك، لتشكر المحاضرين الشرفيين على اهتمامهم بمجموعة التجاري وفابنك ومنتدى مواهب إفريقية. وتطرقت السيدة قبلي لأهمية الاستفادة من هذه المرحلة غير المسبوقة لتطوير القارة لاسيما فيما يتعلق بالأسئلة الرئيسية التي تشكل حجر الزاوية لبناء إفريقيا مبتكرة وموجهة صوب المستقبل. كما قدمت السيدة قبلي المسار المهني للمحاضرين وأنشطتهم لفائدة تنمية القارة على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، إلخ. وأشار السيد ديوب في معرض مداخلته إلى تأثير الأزمة الصحية على تسريع المبادلات بين دول الضفة الجنوبية للمتوسط. ثم بين بأن التعاون جنوب-جنوب يجب أن يتسارع ليتيح مستويات أعلى من المبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة الأجنبية بين دول الجنوب. وتطرق السيد ديوب كذلك لمسألة السيادة الصناعية التي ستتيح لإفريقيا بناء صيغة جديدة من الشراكات المربحة لجميع أطرافها. أما السيد داودا كوليبالي، فأشار إلى أن هذه الأزمة تشكل فرصة لإعادة تصور النماذج الحالية عبر وضع نماذج جديدة للتنمية. ثم بين بأنه من المهم خلق منظومات ملائمة للواقع الإفريقي والتي تقدم حلولا فعلية للظرفية القارية والإقليمية. إلى ذلك، بين السيد كوليبالي بأن التعاون بين المغرب وكوت ديفوار هو تعاون متين ويسمح للبلدين بخلق ديناميات بناءة وذات آفاق اقتصادية مهمة ومستدامة. وفي سؤال عن الدينامية التي تقدمها الصين للقارة، أجاب السيد رضا حمدون بأن هذه الأزمة مكنت الصين من اتخاذ موقع جديد في القارة الإفريقية ومدها بدينامية للتعاون طيلة الأزمة الصحية ( هبات ومعدات طبية وأقنعة والتوقيع على عدة شراكات). كما بين السيد حمدون أهمية الجالية الصينية في إفريقيا والمقدرة بمليوني صيني على مستوى القارة وأبرز الالتزام الاقتصادي والمالي للصين في إفريقيا من خلال سرد عدة نقاط : تعتبر الصين الشريك الاقتصادي الأول للقارة الإفريقية والمستثمر الأول في إفريقيا والفاعل الأول في بناء البنيات التحتية. ثم أوضح السيد حمدون بأن الصين ستعزز من مكانتها في ظل تباطؤ المبادرات الأوروبية والأمريكية على مستوى القارة. وفي معرض مداخلتها، قدمت السيدة مريم زعيري قراءتها للموضوع بصفتها مستثمرة عبر تسليط الضوء على المؤهلات الموجودة في مجال ريادة الأعمال من خلال رواد أعمال شباب أبانوا في عدة مناسبات عن حسهم الابتكاري، مما يجعلهم يحدثون قيمة مضافة في المغرب وعلى الصعيد القاري. وركزت السيدة زعيري على أهمية مواكبة ودعم المواهب الإفريقية التي تبتكر مع إبراز ضرورة اتباع مقاربة لمواكبة هذه المقاولات الناشئة في مرحلة الهيكلة ونضج المشاريع. كما أشارت السيدة زعيري لأهمية تكييف الابتكار مع سياق الدول الصاعدة لكي يكون فعالا ودقيقا من خلال تقديم حلول تتماشى و الاحتياجات الفعلية المعبر عنها ميدانيا. أما السيدة كريمة مكيكا، فتطرقت في مداخلتها للأزمة التي نمر منها و التحديات المتعلقة بها على الصعيد الدولي. وحسب السيدة مكيكا، فأيا كانت الدولة واقتصادها وقوتها، فرضت هذه الأزمة على المجتمع الدولي التساؤل حول أهمية وضع نماذج جديدة للتنمية. كما أبرزت السيدة مكيكا أهمية وضع العنصر البشري وصحته في قلب النقاش وانشغالات كافة الأطراف المعنية. إثر ذلك، رحبت السيدة مكيكا بالحملة التضامنية التي شهدتها بلادنا بمبادرة وقيادة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله. وشددت السيدة مكيكا على أهمية اتباع مقاربة تضامنية مستدامة تقوم على أوجه بناءة للتكامل بين جميع الفاعلين والمجتمع. ومن شأن هذا التكامل أن يتيح بناء لبنات عمل متينة ومضمونة وموجهة نحو المستقبل مع إنجاز مبادرات مهمة ومستدامة. ومن جهته، أشار السيد أبو بكر غاي لأهمية التكوين باعتباره رافعة أساسية للتنمية في قارتنا. فهذه الأخيرة تزخر بالمواهب التي يجب أن تجد مكانها للمساهمة في تطور إفريقيا وازدهارها. وشدد السيد غاي على أنه من الأهم وضع صيغ للتكوين والتعلم التفاعلي وتتماشى مع جيل جديد من المواهب التي لها تطلعات جديدو وتدرك عالم الشغل بوجه مغاير. وفي الختام، تطرق السيد غاي لأهمية مواكبة وتتبع إقلاع مهن جديدة ورصد مواهب في مجالات خاصة للكفاءات والتي تعد ضرورية لتطوير قارتنا وازدهارها.