فيما أغلقت الشرطة الطرق المؤدية لميدان التحرير استعدادا لمواجهة احتجاجات متوقعة بعد صلاة الجمعة، واستمرار الاعتقالات على خلفية الاحتجاجات الأخيرة، السيسي غير قلق من دعوات التظاهر ويلوح بإنزال الملايين من مؤيده للشوارع. وأغلقت الشرطة المصرية الطرق المؤدية إلى ميدان التحرير في القاهرة، رمز ثورة 25 يناير، تحسبا لتظاهرات قد تجري في أي لحظة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي اعتبر أن الدعوة الى التظاهر « لا تثير القلق ». وبدت شوارع القاهرة لا سيما ميدان التحرير شبه خالية، بعد أن أغلقت معظم الطرق أمام السيارات. واتخذت الشرطة تدابير أمنية مكثفة في مختلف أنحاء البلاد بعد تظاهرات محدودة ومفاجئة ونادرة حصلت يوم الجمعة الماضي في القاهرة ومدن أخرى، طالبت برحيل السيسي. وكانت هذه التظاهرات الأولى من نوعها منذ قرابة أربع سنوات. وتنتشر قوى الأمن المصرية بشكل مكثف لمواجهة أي تجمع بنية التظاهر وإخماده على الفور. ولا تزال حملة الاعتقالات التي شنتها السلطات المصرية ضد من تشتبه بهم بالتظاهر ضد النظام مستمرة رغم صغر حجم المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها القاهرة ومدن مصرية أخرى الجمعة الماضية. وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان اليوم الجمعة أن السلطات المصرية أوقفت « قرابة الفي شخص » بعد تظاهرات الأسبوع الماضي، وذلك قبل ساعات على احتجاجات جديدة متوقعة اليوم. وقالت المنظمة أيضا إن السلطات حجبت « مواقع انترنت سياسية وإعلامية، كما عطلت خدمات انترنت أخرى يستخدمها المتظاهرون للتواصل ». وصرحت ساره لي ويتسون مديرة الشرق الأوسط لدى المنظمة الحقوقية، أن « التوقيفات الجماعية التي قامت بها الحكومة والقيود على الانترنت تهدف على ما يبدو إلى ردع المصريين عن التظاهر ». وقالت المنظمة نقلا عن محامين إن بين الموقوفين 68 امرأة وعددا غير محدد من الأطفال. لكن أحدهم ذكر أن العديد من الموقوفين وبينهم أطفال تم الإفراج عنهم. وتابعت أن الحكومة تحتجز مئات الأشخاص في مراكز اعتقال سرية للاستخبارات وفي معسكرات لقوات الأمن أو الشرطة « غير قانونية » ولا يستطيع المحامون دخولها. والمحتجزون متهمون « بالانضمام إلى تنظيم إرهابي » و »التظاهر بلا ترخيص » و »نشر أنباء كاذبة »، كما ذكر محامون. وأضافت المنظمة أنه « على السلطات المصرية أن تحمي حق التظاهر السلمي »، مطالبة بالإفراج عن الموقوفين. حشد المؤيدين على صعيد متصل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الجمعة، أن « مصر بلد قوى بالمصريين والإعلام له دور قوى في توعية الشعب ». وقال السيسي إنه « لا داعي للقلق » من الدعوات الى التظاهر ضده التي وجهها رجل أعمال مصري مقيم في إسبانيا، وذلك في تصريحات بثتها التلفزيونات المحلية. وأكد السيسي فور وصوله الى القاهرة عائدا من نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة « لا يمكن خداع المواطنين ولا داعي للقلق مصر بلد قوي بالمصريين ». وأضاف بالعامية المصرية مقللا من شأن دعوات التظاهر « الوضع مش مستاهل خالص ( لا يستحق إطلاقا) » أي قلق. وبنبرة لا تخلو من التهديد للمتظاهرين وقدرته على حشد مؤيديه ونزولهم إلى الشوارع قال « عندما أطلب من المصريين، وهذه رسالة للعالم، كما حصل في يوم التفويض (03 يوليوز 2013) سينزل الملايين وليس أقل من هذا ». وتابع « الشعب المصري أصبح واعيا جدا (لما يحدث حوله) وما يحدث هو صورة ترسم لتزييف الواقع (…) فلا تستمعوا إلى ما يقولون ولا تتعاملوا معه على أنه حقيقة (…) هذه صورة غير حقيقية » من دون أن يحدد الجهة التي تسعى، وفقا له، إلى « تزييف » الواقع. يشار إلى أنه ومنذ ايام، تتهم وسائل الإعلام المصرية المؤيدة للسيسي، جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف وراء الحملة الإعلامية ضد الرئيس المصري. وهذا الأسبوع حمل السيسي مجددا « الإسلام السياسي » مسؤولية الاضطرابات في الشرق الأوسط. وقال خلال لقاء مع الرئيس الأمركي دونالد ترامب في نيويورك الثلاثاء « ستظل المنطقة في حالة من عدم الاستقرار الحقيقي طالما مازال هناك إسلام سياسي يسعى للوصول الى السلطة ».