بالرغم من توفر المدن الشمالية للمغرب على مؤهلات طبيعية وأثرية تؤهلها لتكون في مصاف الدول التي تزدهر بها السياحة الداخلية إلا أنها عجزت عن جعل السياحة الداخلية تلعب دورا رئيسيا في تنمية العجلة الاقتصادية للمنطقة. وتواجه السياحة الداخلية بالمدن الشمالية للمغرب عدة إكراهات على رأسها غلاء الغرف الفندقية والإقامات السكنية المخصصة للكراء الموسمي بالإضافة إلى الارتفاع غير المبرر في أسعار الوجبات داخل المقاهي والمطاعم، الأمر الذي يدفع بأزيد من 500 ألف مغربي إلى اختيار المدن الإسبانية لتمضية الإجازة الصيفية وبتكلفة أقل في الغالب مع جودة أكبر في الخدمات. و يحاول أرباب المطاعم والمقاهي والإقامات السكنية "اغتنام" فترة العطلة لجني أرباح مالية كبيرة على حساب جيوب المواطنين من خلال الرفع بشكل خيالي في أثمنة الوجبات وسومات الكراء الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور الجهات المعنية في مراقبة الأسعار. عدد من زوار مدينة المضيق ، إلتقتهم جريدة"المغرب 24" أجمعوا على غلاء الأسعار التي تنهجها الفنادق و الإقامات السياحية بالمدينة كمارينا بيتش و مارينا سمير و كابيلا، خاصة خلال العطلة الصيفية، وهو ما يدفع الذين تسعفهم الإمكانيات المالية إلى تفضيل قضاء عطلتهم في الخارج خصوصا بإسبانيا والبرتغال. بعض المواطنين من أبناء طنجة، زار إسبانيا خلال شهر يوليوز الماضي ، وحين عاد إلى المضيق اكتشف أن أسعار بعض الخدمات المقدمة للمواطنين المغاربة وللسياح الوافدين على المدينة أغلى من نظيرتها في أوروبا. وفيما يعزو ذلك عدد من الذين اكتووا بتلك الأسعار إلى غياب المراقبة من طرف الجهات المعنية، في حين تبقى مراقبة الأسعار غير ممكنة، طالما أن هؤلاء الفاعلين يشتغلون وفق قانون حرية المنافسة والأسعار. ورغم التبريرات التي يرد بها الفاعلون في الميدان السياحي على شكاوى المغاربة من غلاء أسعار الخدمات والإيواء في فنادق المغرب، فإن ثمة شعورا سائدا بأن قضاء العطلة خارج المملكة، لمن استطاع إلى ذلك سبيلا، أرخص من قضائها في المملكة.