: سعاد البقالي يكفي القيام بجولة سريعة بأحياء مدينة طنجة، حتى نكتشف أنها أصبحت مكاناً مألوفاً للسرقة بشتى أنواعها تحت التهديد بالأسلحة البيضاء، واستعمال العنف ضد الضحايا الذين يبدون مقاومة. والمثير في ما تعيش على وقعه عاصمة البوغاز، تورط قاصرين في جرائم السرقة بالخطف والنشل باستعمال الدراجات النارية، أو التهديد بالسلاح الأبيض. وبخلاف ما كان معروفاً حول تداول الطنجاويين للنقط السوداء التي تشهد جرائم السرقة، فإنه لم يعد هناك فرق بين حي شعبي وآخر راق، فمعظم أحياء عروس الشمال أصبحت تعاني شبح السرقة التي ترتكب على مدار الساعة، وتشتد بعد السادسة مساءاً، وهو ما جعل سكان طنجة وزوارها يتوجسون من شبح اللصوص، بل منهم من يلجأ إلى تلاوة المعوذتين بمجرد التفكير في مغادرة عتبة باب بيته لعلها تقيه شر "الكريساج". ورغم المجهودات التي تقوم بها مصالح أمن طنجة، إلا أنه لشساعة حجم المدينة وتنامي حالات السرقة في ظل الخصاص في الموارد البشرية لتغطية جميع الأحياء، أكد عدد من الأشخاص الذين استجوبهم "المغرب 24" حاجتهم الماسة إلى دوريات أمنية وحملات تمشيط واسعة لاعتقال المشتبه فيهم والمجرمين وأفراد العصابات، من أجل محاصرة جرائم السرقة وتطهير المدينة من ظاهرة "الكريساج" التي تشكل خطرا كبيراً، سواء في ما يخص تهديد حياة سكانها، وفي ما يتعلق بصورتها لدى السياح الراغبين في زيارتها.