أمام تكرار المآسي بالحج، قرر نواب من مختلف الفرق البرلمانية، أغلبية ومعارضة، جر أحمد التوفيق، للمساءلة البرلمانية مباشرة بعد الدخول البرلماني في أكتوبر. واحتج المغرب لدى «المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية» وهي منظمة سعودية، لتعرض حجاج مغاربة لمشاكل كثيرة تتمثل في غياب وسائل النقل وانعدام خدمات التغذية، ما أثر سلبا على طريقتهم في أداء المناسك، إذ تاهوا وسط الخيام، ولم يجدوا « مطوفا» يساعدهم على استكمال ركن الحج . وجاء احتجاج المغرب، عبر بيان أصدرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، لتتراجع عن ادعائها من قبل أن ما تعرض له الحجاج مجرد أباطيل وأكاذيب، بعد أن وقفت على وجود حجج وأدلة وانتشار فيديوهات تكشف المعاناة. وأضاف البيان، أن اتصالا بهذا الشأن جمع أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بنظيره السعودي محمد صالح بنتن، الجمعة الماضي، تبعه اجتماع طارئ بين بعثة الحج المغربية، والمؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية، في مقر الأخيرة بمكة المكرمة. واستعرض الاجتماع احتجاجات الجانب المغربي بشأن خدمات الإطعام والسكن والنقل، إذ أبدت المؤسسة السعودية «تفهما كبيرا» لما عاناه حجاج المملكة المغربية، واتفق الجانبان على تحرير محضر مشترك لتحديد المسؤولية. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في اليومين الأخيرين، حجاجا من مختلف الأعمار يبيتون في خيم متواضعة، منهم كبار سن ومرضى، وشباب متعلم، عبروا عن استنكارهم لغياب التأطير، وتعرضهم للتجويع، ما دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى التقليل من قيمة تلك الفيديوهات، معبرة عن أسفها لأن بعض المواد المنشورة بخصوص ظروف الحجاج المغاربة تعد «من أكاذيب السنوات الماضية، ومن الدلائل على ذلك ظهور أرقام بعض المكاتب ( 75 و80) في بعض المقاطع المصورة في حين أن مكاتب البعثة هذه السنة هي من 105 الى 112». وبكى حجاج، بينهم من تاهت زوجته عنه منذ أربعة أيام، فيما ضل آخرون الطريق بين عرفة ومزدلفة ومنى، فيما افترش مرضى الأرض، وعجز مسنون يستعملون كراسي عن التحرك لغياب من يساعدهم على التنقل إلى الفندق، وانتظروا مسؤول البعثة لمساعدتهم دون جدوى بسبب غياب خطوط هاتفية للطوارئ. وعانى حجاج آخرون بسبب غياب مؤطرين، إذ رمى البعض جمرة واحدة، ورمى آخرون 21 في جهل تام لكيفية أداء مناسك الحج. وتتخلل أيام الحج منذ سنوات وقفات احتجاجية للتنديد بسوء ورداءة الخدمات التي تقدمها البعثة المغربية للحجاج، والإهمال الذي يطولهم خلال تأدية مناسك الحج، دون أن تتخذ الوزارة الوصية الإجراءات المناسبة، ناهيك عن حادث التدافع الذي لم يكن للحجاج يد فيه، بحكم تغيير مسار الطريق من قبل بعض المسؤولين، فأدى إلى وفاة مئات المغاربة من مختلف الأعمار.