استفاد حوالي 340 شخصا من جلسات تنقلية لإقرار ثبوت الزواج بالجماعات القروية التابعة لإقليم فجيج، والتي نظمتها المحكمة الابتدائية لفجيج ببوعرفة، بتنسيق مع الجماعات القروية والسلطات المحلية. وتصادف الجلسة التنقلية الخاصة بجماعة معتركة (254 كلم عن فجيج)، التي نظمت اليوم الاثنين بمقر الجماعة، الاحتفاء باليوم العالمي للمرأة (ثامن مارس)، وأيضا بتنظيم السوق الأسبوعي، مما مكن القضاة بقضاء الأسرة في البت في طلبات ثبوت الزوجية لعدد من المواطنين الذين لم يوثقوا زيجاتهم بالمنطقة من قبل. وتأتي هذه المبادرة، التي تم من خلالها الاستماع إلى دعاوى سماع ثبوت الزواج لحوالي 340 شخصا، ينتمون إلى الجماعات القروية بوشاون، وبومريم، وبوعنان ومعتركة، في إطار تفعيل المادة 16 من مدونة الأسرة لتوثيق الزواج في فترة انتقالية لا تتعدى عشر سنوات ابتداء من تاريخ دخول المدونة حيز التنفيذ، وبعد موافقة البرلمان على تمديد الفترة الانتقالية لثبوت الزواج، وذلك للإشكاليات المعقدة التي تنتج عن عدم توثيق العلاقات الزوجية ولحماية الكيان الأسري. وتجدر الإشارة إلى أنه ما تزال تنتشر بالإقليم أعراف وتقاليد تعصف بالعديد من القاصرات وحتى البالغين سن الرشد، نتيجة سيادة الزواج العرفي أو ما يسمى بالمنطقة "زواج الفاتحة". ولا يكون هذا النوع من الزواج، الذي يتم غالبا بقراءة سورة "الفاتحة" وموافقة الأهل مع تقديم الصداق وحضور الشهود، موثقا مما يطرح العديد من الإشكاليات، من بينها، على الخصوص، تعذر حصول المعنيين بالأمر على الوثائق الرسمية من قبيل الحالة المدنية والبطاقة الوطنية وجواز السفر وعقد الازدياد، بالإضافة إلى عدم ضمان النسب والإرث للأبناء والمسائل المتعلقة بالنفقة والحضانة. ومن المقرر أن يتم في الأسابيع المقبلة تنظيم جلسات تنقلية مماثلة لجماعات قروية أخرى لمساعدة المواطنين على توثيق زيجاتهم بعين المكان.