[email protected] مناشدة كبير الديبلوماسيين المغاربة الدول العربية للوقوف إلى جانب الفرقاء الليبيين والشرعية القانونية، الأحد المنصرم، بنيويورك على هامش الدورة ال 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، و اجتماع الوزراء الخارجية العرب، المخصص لمناقشة المواضيع الراهنة على الساحة العربية، وفي مقدمتها قضية القدس الشريف، كشف الدور الرصين، الذي دأب المغرب قيادة وشعبا على لعبه في كل المراحل الدقيقة التي عرفها العالم العربي، وعبر عن استعداده الدائم والقوي للدفاع عن القضايا العربية التي في طليعتها قضية القدس الشريف؛ فقوة تأثير الديبلوماسية المغربية، في هذه المواقف وفي ظل هذه الظروف، تمتحها من الاستقرار السياسي الذي يعرفه المغرب تحت نظام ملكي عريق تمتد جذوره لأزيد من 12 قرن، مما جعل من موقف هذه الدولة؛ المتواجدة في أقصى شمال غرب القارة الإفريقية، والمتميزة بتنوع تضاريسها من صحراء وسهول إلى جبال وهضاب، وإطلالتها على واجهتين بحريتين، وعلى مرمى حجر من أوربا؛ المتكونة من عنصر بشري متنوع الأعراق استقطب على مر العصور" كما تشهد عليه مآثره" مختلف الحضارات الإنسانية التي عرفها التاريخ من أمازيغية وعربية وفينيقية ورومانية... ونهل منها وتعايش معها كما تعايش مع مختلف الديانات السماوية؛ موقفا ثابتا رصينا مشهودا له من الأعداء قبل الأحباء. كل هذا جعل من المغرب الدولة العربية السباقة، دائما، إلى مد يدها لكل ما من شأنه أن يزرع السلم والتآخي والاستقرار بين الدول كيفما كانت الوانها الدينية أو العرقية، فهي تلك التي بادرت إلى دعم إنشاء الاتحاد المغاربي ، وبحثت باستمرار عن الحلول والوساطة لزرع الاستقرار بها، فدعم المغرب بوضوح، مسلسل الحوار بين الفرقاء الليبيين، فأكد بما لايدع للشك ان "لا حل للفرقاء الليبيين سوى التوقيع على المصالحة والاتفاق على الشخصيات السياسية التي ستقود المرحلة الانتقالية". إدراكا منه أن استقرار ليبيا يعد مدخلا لاستقرار العالم العربي، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر جهود دول الجوار لبؤر التوتر والتحالف ضد الشر بواسطة الخير بدلا من مد يدها لمن نهشت إنسانيته أطماع الحكم والسلطة، والابتعاد عن تغذية الإرهاب وتشجيع التشرذم وتمويل التطرف كيفما كان لونه، سواء بدعوى الانفصال أو غير ذلك لأن التشجيع على تمزيق الدول نتيجته، لا محالة، إضعاف النفس قبل إضعاف الغير، لأن تمويل الشر في الخارج لا يولد إلا الشر في الداخل.