الحمد لله الواحد في ملكه، الأحد في ذاته، المتفرد في عليائه الظاهر في كونه بأسمائه و أفعاله و صفاته. المحتجب عنهم في حال ظهوره، الباطن مع تجلياته، حيث لا ظهور و لا بطون إنما هي أحكام سرت وفق مشيئاته. و الصلاة و السلام على نور الأنوار الساري منه إليه في جميع حالاته، مجلى الذات و مظهر الصفات، المؤيد بالمعجزات الباهرات، و http://www.youtube.com/watch?v=AAD_R31YQic&feature=player_embedded المنصور بالآيات الظاهرات، و على آله أكمل الورى أجل البريات ، ثم الصحب و التبع و من تبع نهجهم إلى وقت الملاقاة عند رب الأرض و السماوات.. و بعد، لما كان شرف العلم من شرف المعلوم، كان العلم بالله و الدلالة عليه من أشرف العلوم، إذ به يصل العبد إلى مولاه الحي القيوم، في الدنيا و قبل المآل المعلوم. لذا توجب على السالكين إلى المولى الكريم، نهج الطريق القويم، و اتباع الصراط المستقيم الذي مده سبحانه بينه و بين عباده، فأوله نفسك و في آخره ربك الكريم، و البرزخ الحبيب المحب صلى الله عليه و سلم، فهو الحجاب الأعظم الذي لا يمكن الدخول على الملك إلا من بابه، و لاتقضى الحوائج إلا من جنابه. يقول الله عز و جل في كتابه الكريم ﴿ و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون﴾، قال سيدنا عبد الله بن عباس حبر الأمة و ترجمان القرآن: إلا ليعرفون. . من ثم كان من لوازم هذه المعرفة أن تتخذ في بدء أمرك شيخا عارفا بآفات الأنفس وأغوارها مصداقا لقوله تعالى:﴿الرحمن فاسأل به خبيرا﴾،يتدرج بك في مقامات الإحسان و العرفان حسا و معنى، مشاهدة لا مناما. و هذا لا يكون إلا لولي كامل، شرب من كيزان الخمرة الإلهية حتى ثمل، فهو لا يرى ما خلا الله في الحال و الماضي و الاستقبال. لدى يأتي هذا الموقع في إطار التعريف بالمشروع الروحي للطريقة المحمدية الفوزوية الكركرية، و بما أن المقام هو للكلام عن الأوراد، و ذكر الله عز وجل و استجلاب المدد، وجب التنبيه إلى أن الله تجلى ظاهرا و باطنا و هو في كلاهما وفقا لإرادته و مشيئته يرسل النداء بعد النداء أن هلموا إلى رب يغفر الذنب و يغسل الحوب و يقبل التوب كيف لا و هو الذي يتودد إلى خلقه و ينزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل نزولا يليق بجلاله و جماله باسطا أكف الغفران. يقول الله عز وجل في سورة مريم:﴿الذين آمنوا و عملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾ . يقول سيدي محمد فوزي حفظه الله"الورد ود، و الود هو الحجاب الأول من حجب القلب السبعين ألف- بعدد الحجب الموجودة بين الله و خلقه كما جاء في الحديث الشريف فبداية المريد هو إقباله على هذا الحجاب والتحقق في معانيه و التخلق بأوصافه فيصير العبد الطالب وجه الله متوددا ودودا" و هذا هو المعنى الذي أشارت إليه الآية الكريمة ،" و مازال المريد مقبلا عل الله ذاكرا له، متنقلا بين الحضرات الإلهية حتى يعرف قلبه في أصل نفسه و من عرف نفسه عرف ربه.. فهلم أخي و انتهج نهج الأوائل، و أقبلن على مولاك، وا ذكر اسم الله، و تفكر في ملكه، تفتح لك أبواب الملكوت، و تصر من أرباب القلوب، قبل يوم لا ينفع فيه مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ولد ، بقبيلة تمسمان (إقليم الدريوش) يوم الأربعاء عام 1394هجرية الموافق 1974 ميلادية، وتبنى مشيخة الطريقة رضي الله تعالى عنه عام 1428هجرية الموافق 2007 ميلادية. أخذ رضي الله عنه الطريق عن شيخه مولاي الحسن الكركري قدس الله سره، الذي تولى مشيخة الزاوية سنة 1396هجرية الموافق 1976 ميلادية، الذي أخذها عن الشيخ العارف بالله مولانا الطاهر الكركري قدس الله سره، الذي تولى المشيخة عام 1369هجرية الموافق 1950 ميلادية، فمن هذا المشرب شرب شيخنا، وأشرقت من صدره أنوار العرفان، وتجلت له من ربه شموس الإحسان، وحصل له الفتح الكبير، والمدد الفياض الغزير. منهاج طريقته: وطريقته مبنية على اتباع السنة في الأقوال والأفعال والعبادات والعادات و في جميع الحالات. قال: "طريقتنا طريقة المشاهدة من لم يشاهد لست بشيخه وليس بمريدي قصة ملاقاته بشيخه في التصوف الشيخ مولاي الحسن رحمه الله قال مولانا محمد فوزي الكركري قدس الله سره : لما أراد الله لي التوب و الرجوع، يسر لي زيارة الأحبة في تلك الربوع، فصادف ذلك وليمة عند عمي وشيخي مولاي الحسن رحمه الله بمناسبة عيد الفطر السعيد. وكان الحديث في تلك الليلة عن صفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى. فاستمعت بشغف للحوار الذي دار بين الشيخ مولاي الحسن وبعض الحضور، وتأثرت تأثرا بالغا بكلام الشيخ وسألته بعد انصرم الجمع: "عمي أريد أن أتوب، فهل يتوب الله عليَّ؟" فأخذت الشيخ الحسن قدس الله سره رقة لحالي، وهدأ من روعي وواساني لما عرف صحة نيتي وصدق قصدي ومطلبي، وطلب مني الرجوع إلى مدينة العروي وانتظار قدومه لتلقيني الورد. وكان أمر الله قدرا مقدوراً. لم يستطع مولانا محمد فوزي أن يطفيء نار التوبة المتقدة في أحشائه كيف وقد أذن الله ببزوغ فجره وناداه من عليائه أن يا محمد اُقدمْ علينا. نظر في أمتعته، فلفم يجد ما يصلح أن يكون لباس إحرامه في قدومه على ربه غير عباءة أخيه، كما أنه أراد أن يضع بينه وبين ما مضى من عمره حاجزا فهم بإحراق ملابسه ووثائقه، وحلق شعر رأسه ولحيته وتجرد تجرداً تاما ومضى إلى ربه. وصل إلى تمسامان ومشى حافي القدمين باكي العينين حاسر الرأس -وهو يشاهد ما يصطلح عليه السادة الصوفية بالإشارة دون أن يعرف معناها- إلى أن وصل إلى زاوية عمه رحمه الله تعالى الذي رق قلبه ورثى لحاله وأذن له بالذكر بعدما امتحنه في بدء أمره. يقول سيدي محمد فوزي قدس الله سره ونفعنا به: "كانت نيتي توبة، غير أن الله أتم مراده وأكرمني بفضله، فرأيت العجب العجاب في خلوتي المباركة ليلة الخميس 04 شوال 1425هجرية الموافق ل 18 نونبر 2004ميلادية وكان الفتح الأكبر والمدد الأبهر في ضحى يوم الجمعة حين أذن الوهاب وعرفني باسمه الأعظم المعظم المكنون". بقي شيخنا في صحبة شيخه وعمه الحنون قدس الله سرهما قرابة السنتين، على ما تكون الصحبة من أدب وتعظيم وجد واجتهاد وذكر ومذاكرة إلى أن وافت المنية مولاي الحسن رضي الله عنه بعدما أذن لشيخنا بالتربية في غير ما مناسبة وعلى مرأى ومسمع من الحضور. وفي وقتنا الحاضر شيخنا في زاويته العامرة في مدينة العروي، قائم بأمور فقرائه وخدمتهم –والله يشهد- وهو مشهور بتلقين اسم الله المفرد (الله). نفعنا الله به آمين وأدخلنا في حصنه.