لقد دخلت في اعتصام مفتوح يوم 12/12/2013، بالنقطة الحدودية"روبان" نظرا لعدم وفاء ولاية وجدة، بالوعود التي قدمتها بتسوية ملفي. بتاريخ 24/12/2013 بينما أنا في اعتصام داخل الغابة بالنقطة الحدودية روبان، حيث كانت الساعة الثالثة عصرا (15h) قدم إلي خمسة من رجال الدرك تحت إمرة (مقدم Adjudant chef) فأعطى أوامره بهدم الخيمة في وقت كنت أصلي العصر أمام الخيمة، وما إن انتهيت حتى بدأ يزبد ويرغد ثم قال بالحرف "اقسم بالله العظيم – وكررها ثلاثة مرات-: المرة القادمة إن عدت إلى هنا غادي نخلي دار بوك ونتكرفس عليك مزيان" ثم أضاف قائلا "اذهب إلى الجزائر، اذهب إلى الجزائر". فكان ردي بسيطا حيث قلت له: "أنا مغربي وعلى أرضه أموت، ولا يحق لك أن تهددني، طبق القانون وإن وجدتني مخالفا له طبق المسطرة واعتقلني، ثم ردد تهديده الأول، وأخذوا الخيمة واللافتات والراية المغربية والكرسي وانسحبوا. عند الساعة الثامنة ليلا (20h) من نفس اليوم الثلاثاء 24 دجنبر 2013، رن هاتفي فكان المتصل رئيس مركز الدرك بوجدة، (مقدم أول Adjudant) حيث طلب مني القدوم إلى المركز، فقلت له وهل يوجد مشكل؟ فرد قائلا خيرا إنشاء الله، قد يكون حلا لمشكلتك، وبما أني كنت بالمنزل حيث اقطن بالمنطقة الحدودية، أرسل إلي رجل درك الذي اقلني على متن السيارة إلى مركز الدرك. فقيل لي هناك أن القائد الجهوي للدرك الملكي (كولونيل ماجور) هو من طلب لقاءك، وبعد لحظات دخل القائد الجهوي للدرك الملكي بلباس مدني وبعد السلام، بدأ يتحدث حول الاعتصام الذي دخلت فيه، حيث قال لي إنني انتهك القانون والمرة القادمة ستكون خلف القضبان على اعتبار أن النقطة الحدودية التي اعتصم بها هي منطقة عسكرية وأن المكان الذي بنيت فيه الخيمة هو ملك خاص للدولة ( قالها بالفرنسية) وأنا ليس لي ترخيص وإذن لبناء الخيمة هناك، فأنا محتل لملك خاص بالدولة، ثم عرج على ما كتب في اللافتة "الإدماج أو الاستشهاد" فقال ماذا تعني بالاستشهاد هل تريد أن تقتل؟؟ إن القاضي قد يرى الأمر كذلك، ثم انتقل إلى الخيمة، حيث قال إن بناء الخيمة يعني فيما يعنيه انك "ساخط على الوطن" وانتهى متسائلا لماذا اعتصم بالمنطقة بالحدودية بالضبط؟ لماذا لا اعتصم أمام الولاية حيث أن الوالي هو ممثل السلطة، أو لماذا لا اذهب إلى طريق الغرب واعتصم؟؟ وختم قائلا بأن ألتزم بالقانون ولا أخرقه". انتهى كلام القائد الجهوي للدرك الملك. أنا لم أعد أفهم، واختلطت علي الأمور في هذا البلد الأمين. أن يأتي رجال السلطة (الدرك) والمفروض أنهم يوفروا لي الحماية، ثم يقوموا بنزع الخيمة بعنف ويهددني رئيسهم بصريح العبارة انه سيعتدي علي جسديا ويحلف بأغلظ الإيمان في تنفيذ وعيده مما يعني أنني معرض للتصفية الجسدية، ثم يستفز مشاعري الوطنية بأن أترك بلدي واذهب إلى الجزائر. فهل هذا يدخل في إطار القانون الذي نعتز به؟ فهل هذا أسلوب يتطابق ما نصبوا إليه من احترام لحقوق الإنسان وكرامة المواطن؟؟ كنت أظن أن لقائي بالقائد الجهوي للدرك الملكي سيكون بصيص أمل وانفراج لقضيتي فإذا بي أجد نفسي أمام محضر استماع طويل من صك التهم الموجهة إلي والتي ستجعلني وراء القضبان إن أنا طالبت بحقي في الوجود، حقي في الكرامة، حقي في العيش الكريم. إني أدين التهديدات التي صدرت من طرف الدركي في حقي كما أني أبرأ نفسي من كل التهم التي وجهها إلي القائد الجهوي للدرك الملكي، وحتى أتفادى تلك التهم -إن كانت تهما حقا- وأتجنبها فإني أعلن أنني سأغير مكان الاعتصام الذي اعتبره القائد الجهوي ملكا خاصا للدولة وقمت باحتلاله دون إذن أو ترخيص، وسأعتصم فوق أرض آبائي وأجدادي بدوار أولاد بوعرفة أنكاد. سأحذف كلمة "الاستشهاد" من اللافتة والتي قال السيد القائد الجهوي للدرك الملكي أنها تعني أنني أنوي القتل. أما كون الخيمة تعبر عن سخطي عن الوطن فأنا أحب وطني بينما أنا "ساخط" على الذين ظلموني وزجوا بي وراء القضبان ولا زالوا يصرون على الانتقام مني ومنعي من حقي في العيش الكريم في وطني المغرب. إن اعتصامي في المنطقة التي ولدت بها هو شرف لي، فانا لا إمكانيات لي للسفر إلى الرباط والاعتصام أمام البرلمان، ثم إني من أنصار اللامركزية، واعتصامي في المنطقة التي ترعرعت بها هو تجسيد لمنطق الجهوية الموسعة التي يسعى المغرب إلى تطبيقها. إني عازم على الدخول في الاعتصام من جديد والذي سأحدد تاريخه لاحقا. فإما الكرامة والحق في الوجود أو الموت بشرف وشهادة. العسكري والمعتقل السياسي السابق ابراهيم جالطي