تشهد العلاقات المغربية الجزائرية عودة للتوتر الغير المبرر مجددا، اثر التصريحات المتبادلة بين المسؤولين في كلا البلدين، علاقات التوتر القديمة نسبيا بين الطرفين و التي تتغذى أساسا من قضية النزاع المفتعل حول الصحراء بين المغرب و مدعومة الجزائر جبهة مرتزقة البوليساريو. جنرالات الجزائر و شرذمة حكامها الفاسدين المفسدين الذين ما فتئوا يتربصون بالمغرب و بوحدته الترابية كان جديرا بهم أن يهتموا بالتنمية الداخلية لبلدهم التي تتوفر على مقدرات هائلة و ثروات مهمة تنتهي عائداتها في جيوب قلة من المتحكمين في الشعب ، بينما تعيش غالبية الشعب الجزائري الشقيق في الحضيض، في الجهة المقابلة المغرب و الدولة العميقة التي تنساق وراء صراع عقيم و تتهافت خلف الجزائر في سباق بليد نحو التسلح لن يسمن أو يغني من جوع ، أموال التسلح هذه التي كان بالأحرى أن تنفق في البلدين على البحث العلمي و تسليح الأدمغة بدل تسليح الثكنات و ترك السلاح ليناله الصدأ. بالملخص فان الصراع المفتعل هو من أغبى الصراعات في العالم ، فالصحراء و لا مراء مغربية و حل المشكل في عودة اتحاد المغرب العربي الذي يمكن أن يلم شتات شعب واحد فرقته غباوات السياسات المتلاحقة، و إذا كان حال الحكام بيّن واضح منذ قرون في وطننا العربي ، فان ما يجب التنبيه إليه هو انسياق الشعبين الجزائري و المغربي وراء هذا الصراع المفتعل، و خلق العداوة بين الشعبين و هما أشقاء تجمع بينهما أواصر الدم و القربى و التاريخ و الجغرافيا ، فالمسترزقون و المتملقون يتهافتون من المغرب و الجزائر لتغذية صراع أحمق و يوزعون الإهانات و السباب على الشعبين، و يحاولون تنشئة جيل تعصف به الكراهية للأخ و الشقيق، في الوقت الذي تُربى فيه أجيال العالم على التقارب و التلاحم و التعاون بين البشرية جمعاء و ليس فقط بين الأشقاء و الإخوة. إن المسار الطبيعي للعلاقات المغربية الجزائرية هي الوحدة، وحدة بين الشعبين و الدولتين بشكل من الأشكال، فما يجمعنا هو الكثير و ما يفرقنا هو المعدوم، و قضية الصحراء قضية مفتعلة تحركها أجهزة لا تريد الخير لا للمغرب و لا للجزائر، فاستفيقوا يرحمكم الله، و كفى أيها الشعب انسياقا و غباء، واقرؤوا تاريخكم الذي يحتم وحدتكم، و تتطلعوا إلى المستقبل الذي يبشر بأن البقاء للتحالفات فقط، و لتكن الشعوب أكثر وعيا من حكامها.