عبد العزيز اللاجي- "الشعب يريد إسقاط الفساد" "الشفارة هاهما والعدالة فينا هي" "فلوس الشعب فين مشات فالويسكي والحفلات" بهذه الشعارات صدحت حناجر ازيد من 600 مواطن ومواطنة اليوم الأربعاء 30 أكتوبر 2013 على الساعة العاشرة صباحا ،أمام محكمة الاستئناف بمراكش لتتحول الوقفة الاحتجاجية إلى مسيرة جابت الشوارع المحيطة بمحكمة الاستئناف. لم يستسغ المواطنون الوتيرة التي تدبر بها عشرات الملفات أحالتها الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب فرع مراكش على القضاء، ملفات أزكمت أنوف ساكنة مدينة نهبها منتخبون فاسدون . وقال محمد الغلوسي رئيس الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب فرع مراكش "وضعنا أمام القضاء ملفات الفساد المالي بالحجة والدليل وكشفنا عن الجرائم المالية للعديد من المفسدين، لكن بقي هؤلاء في منأى من المساءلة والعقاب في الوقت الذي يعتقل فيه صحافيون من أجل الر أي ومواطنون من اجل سرقة 100 درهم أو هاتف نقال . واضاف الغلوسي بقي المجرمون الحقيقيون الذين استنزفوا مالية المدينة الحمراء أحرارا طلقاء يكدسون المال الحرام ويكتفون اتصالاتهم الأخطبوطية من اجل الإفلات من العقاب، بل يتحدون الجميع بخرجاتهم الإعلامية وأشد ما نخافه هو كون هؤلاء على استعداد تام لتوزيع أموال ورشاو يمينا وشمالا لشراء الذمم وضمان براءة ستشعل نار الاحتجاج والتي ستاتي على الغث والسمين. " حذار من تحريف مسار قضايا الفساد المالي، كفى من الفساد و نهب المال العام" كان هذا الشعار طليعة الوقفة الاحتجاجية التي نظمهتها الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب والذي اصطفت وراءه جحافل من المواطنين والمواطنات سئموا الذل والمهانة ، طالبوا بمحاكمة من امتصوا دماءهم ونهبوا أموالهم على مر سنين ، سئموا التمطيط الذي أريد عنوة لملفات معروضة امام القضاء لربح الوقت والمراهنة على إمكانية تحريف مسارها . سلطة الفاسدين بمراكش استمدوها من المال الحرام الشيء الذي دفع العديد من المسؤولين طلب التعيين بهذه المدينة المعطاة، يؤكد الغلوسي، هذه المدينة الحلوب هذه البقرة التي جف ضرعها وعجزت عن تأدية ديونها في حين تضخمت وسمنت الأرصدة البنكية لناهبي المال العام. شعارات التقطتها مسامع أمنيين وقضاة وووكلاء الملك بقوة تطالب باعتقال المفسدين من أجل استرجاع اموال هذه المدينة ، ودون أعوانهم مضامين لافتات حملها محتجون من "دار الحليب" و"ساكنة المدينة العتيقة" و"تجار الأسواق" وآخرون جاؤوا كلهم لتعرية ناهبي المال العام. وطالب المحتجون بإسقاط حكومة بن كيران التي عجزت على القضاء على العفاريت والتماسيح بل ذابت في حضن هذه الكائنات ولفت حبل الغلاء حول أعناق الفقراء والمعوزين، وتركتهم مضغة سائغة بأفواه تفوح منها روائح الفساد النتنة. وكان سوء تدبير الملف التعليمي حاضرا بدوره في مسيرة "الثورة " ضد الفساد والجرائم المالية بالمدينة الحمراء، ملف ثقيل تعثرت نيابات الجهة في حله بعد طغيان الزبونية والمحسوبية وترضية الخواطر في إسناد التكليفات على حساب التلميذ وعجزت النيابات في تغطية الخصاص بمجموعة من الثانويات الإعدادية والتأهيلية وبالعديد من المدارس،رغم دمج الأقسام وتحويلها إلى غرف مكتضة لا تفي بالغرض التربوي المنوط بها ، كما حضر ملف الصحة بقوة في مسيرة الغضب وحمل المحتجون المسؤولية إلى حكومة التماسيح التي ضاعت في ثناياها حقوق المواطن البسيط والذي أضحى مصيره الألم والموت بأدراج المستشفيات العمومية وعلى أبوابها، بل هناك من فضل إحراق ذاته وهناك من مات احتراقا بسبب الإهمال لا شك أن نبض الشارع المراكشي الذي بلغ سيله الزبى قد وصل إلى آذان المسؤولين ، وان المراكشي لن يسكت ولن يسكت ما دام المفسدون أحرارا طلقاء ويوزعون الإشاعات المغرضة ضد المناضلين لثنيهم عن مهمتهم النبيلة تجاه هذا الشعب ، ولا شك أن الجميع سيكون في الموعد للدفاع عن المال العام والوقوف في صفوف متراصة حتى إسقاط الفساد واعتقال المفسدين من أجل استرجاع أموال مراكش المنهوبة.