من العبث، تأويل ما يحاول أبوبكر الجامعي وعلي انزولا استخلاصه، حول موضوع محاكمة هذا الأخير، بقانون الإرهاب، عقب انسحاب هيئة دفاعه، ومن أن انزولا يحاكم لهويته الصحراوية، وأقصى ما يمكن قوله حول هذه الضجة، هو أن المغاربة جميعا صحراويين بالضرورة، بحكم الارتباط الجغرافي، ومقومات الهوية المجتمعية الحضارية، التي تربط بين المغاربة على امتداد رقعة الوطن .. وبالتالي، لا حاجة إلى المزايدة على هذا البعد السوسيو اقتصادي والثقافي، الذي لا أحد يمكن تجاهله، خصوصا من الذين ينتمون إلى هذا البلد. إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نزايد على حرية الرأي والتعبير، وضمان حرمة الصحافة، وإنهاء المتابعات القضائية ضد الصحافيين، وتحصين الممارسة الصحفية من جميع الإجراءات التحكمية، التي تحد من حقوق الصحفي في ممارسته المهنية، وفي نفس الوقت، نرفض بقوة كل ما يمس الثوابت الوطنية، ومنها الوحدة الترابية، ومغربية صحرائنا، وندين هذه المحاولة الحقيرة، التي يريد البعض توظيفها للنيل من هذه الثوابت الوطنية، والنفخ في الخطأ، الذي ارتكبه علي انزولا، وتحويله إلى بطل أوكبش فداء أوصاحب قضية، أومناضل تحرري إلى آخر القائمة، التي لا يمكن حصرها، ونهمس في أذن أبوبكر الجامعي، وحتى علي انزولا نفسه، أن افتعال هذه القضية لتحقيق أهداف غير معلنة، أصبح مكشوفا وعاري من أي مصداقية سياسية وقانونية. إذن، كلنا مغاربة صحراويون .. ولاحق لأي أحد أن يزايد على الانتماء الوطني للمغاربة، وإذا أراد المعنيون بالقضية توظيفها لتحقيق بعض المكاسب، وإثارة الفتنة في الوطن .. فليعلموا، أن المغاربة تجاوزوا ذلك، ولن يسمحوا لأي كان بالاستخفاف بعقولهم، وتسخيرهم لخدمة خصوم الوطن، والركوب على المصالح العليا لتحقيق أحلامهم الشخصية، ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن الوقت لم يعد مناسبا لاستمرار هذا المخطط المعادي للشرعية والاستقرار في الوطن. إن ما يهم بالنسبة لنا كنقابة، هو أن لا تكون وراء الضجة، التي خلقها اعتقال انزولا، الذي نطالب بإطلاق سراحه .. نوايا أخرى، لا تخدم قضية الوحدة الترابية، أو تريد الركوب على الإجماع الوطني، والدعاية الرخيصة للإرهاب، ناهيك عن محاولة استغلال الظروف الجديدة، التي يعيشها الوطن الآن، لخلق أجواء التوتر التي تخطاها المغرب مؤخرا، وتلميع انزولا في أفق ممارسة الضغوط على الوطن، التي تقف وراءها عدة جهات. ختاما .. وحتى لا تمر المناسبة، نذكر أبو بكر الجامعي، وعلي انزولا، من أن وعي المغاربة لم تعد تؤثر فيه مثل هذه المواقف المأجورة والمخدومة، وأن المطلوب منهما الانخراط الواعي والمسؤول في المعركة، التي يخوضها المغرب في ملف قضية الوحدة الترابية، والنضال السياسي المشروع، في إطار الحياة الدستورية، التي يشتغل فيها الجميع، والابتعاد عن هذه السلوكيات، التي تضر بسمعتها وبالمكاسب التي حققها الشعب المغربي حتى الآن، والرهان على الوضوح في مثل هذه القضايا، والحرص على سلامة واستقرار الوطن. الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة