بوجدور. أسامة باخي يتميز عيد الأضحى بكونه مناسبة لها خصوصيتها التي تميزها عن باقي الأعياد الدينية في مختلف المناطق المغربية, خاصة أن الطقوس والتقاليد لا تنقضي بمجرد الذبيحة, بل تبدأ بعدها, وضمنها يعمل مجموعة من الشباب على المرور بالبيوت من أجل جمع الجلود والبطاين والدعاية للإحتفال بكرنفال بوجلود في شكله الهزلي الفرجوي أي المتنكرون ببوجلود أو بولبطاين وسط جموع من الساكنة ..الأطفال,الشباب,النساء كما أن هؤلاء المتنكرون حرصهم الوحيد هو تطبيق مختلف التقاليد والعادات التي تمثل مكونا تراثيا يميز الذاكرة الجماعية المغربية الأصيلة منها والغريبة والتي تختلف من مدينة لأخرى لتشكل في مجموعها خليطا احتفاليا يمتزج فيه الإجتماعي بالديني والتراثي بالخرافي . حيث إرتأى شباب أحياء مدينة بوجدور ( حي العودة والوحدة والتنمية ) هؤلاء الشباب استغلوا الأيام الأولى لعيد الأضحى لإحياء كرنفال بوجلود الموسمي وإنجاح كرنفالهم وسهراتهم اليومية بساحة سيريست والساحة المجاورة للمركز الثقافي من خلال مجموعة من الأزياء التنكرية التي تستعمل فيها جلود الماعز والأغنام والأبقار, ومشاركة مهمة للفرق الفلكلورية للأهازيج التراثية في أجواء كرنفالية بالبصمة الكناوية لإرتباط الإيقاع الكناوي بهذا النوع الإحتفالي وإحيائه في ظاهرة طقوس بوجلود, بالإضافة لإبداعاتهم بصنع مجسمات يدوية تحاكي واقعهم وتجسد معالم المدينة ( المنارة, المركبة , الأخطبوط , مركب صيد تقليدي ), فيما إرتأى بعض الشباب التخفي وراء أقنعة تحاكي شخصيات وأعلام من مختلف المجالات كرجل النار والطبيب والمصور الفوتوغرافي والشرطي وأزياء بوجلود بجميع تلاوينها في قالب إستعراضي يعطي الإضافة إلى مهرجان "بوجلود" بمدينة بوجدور ويضفي عليه صفة كرنفالية وإن اختلفت طقوس ظاهرة بوجلود من مدينة إلى أخرى, تبعا لتقاليد المنطقة وانتماءات ساكنتها, فالهدف واحد يلتقي في إطار إحياء الموروث الثقافي الذي دأبت مجموعة من الجمعيات على تنظيمه بمناسبة عيد الأضحى . كما إستمتع الجمهور المحلي الذي يضم مختلف الفئات العمرية بإعجاب كبير لرواد هذه الفنون, ولمسوا الأداء الجيد للفرق المشاركة مما مكنهم أكثر من التعرف على مدينة التحدي والفن الحضاري الثقافي . ونالت هذه الفرق تشجيعات متواصلة من قبل الجمهور المتحمس والراغب في الإستمتاع لهذا الثراث الذي يعرض التاريخ والتقاليد التي تتميز بها جهات المغرب . وتجدر الإشارة إلى أن نجاح كرنفال "بوجلود" طيلة هذه الأيام في الشكل والمضمون جاء بتظافر جهود المشاركين والأعضاء والساكنة, دون إغفال ذكر الدور الكبير والحيوي للسلطة المحلية والسلطات الأمنية الساهرة على تنظيم أيام هذا الإحتفال الكبير .