اجتمعت ثلاث هيئات لتنظيم معرض جهوي للصناعة التقليدية، هذه الجهات هي، غرفة الصناعة التقليدية بوجدة، دار الصانع بالرباط، والمندوبية الجهوية للصناعة التقليدية بوجدة. تمثل هذه الهيئات أرقى ما يمكن أن تعبر عن مستوى الصناعة التقليدية، وتم الإعلان في لوحات إشهارية عن شعار المعرض وزمن انطلاقه، وكان الاختيار على الشعار التالي" الصناعة التقليدية رافعة للتنمية الجهوية" من 10 إلى 25 يوليوز الجاري. كانت الإنتظارات قوية بحكم تضافر جهود الهيئات الثلاثة، لكن سرعان ما بدا واضحا أن المعرض سيظل قزما إلى درجة يمكن أن ينسب عليه المثل الشعبي " الجنازة كبيرة والميت فار". المنظمون اختاروا ساحة 9 يوليوز لإقامة المعرض وهي ساحة لا تتناسب مع حجم الإنتظارات وكأن المنظمين يريدون أن يدقوا آخر مسمار في نعش الصناعة التقليدية المغربية، والغريب في الأمر أن الدولة خصصت ميزانية كبيرة لبناء قرية الصناع التقليديين، اختاروا لها مكان غير مناسب، وما زاد في تهميشها ضعف إدارتها التي لم تستطع أن يفرضها كفضاء صالح لتطوير الصناعة التقليدية المحلية، يتحاشى المنظمون التعامل مع قرية الصناع التقليديين نظرا لمشاكلها وتحولها إلى فضاء لبعض من يريد أن يستتر ليتعاطى المخدرات، ويختارون ساحة 9 يوليوز بما لها وما عليها فهي متواجدة في قلب شارع محمد الخامس ولكنها ضيقة لا يمكن أن تستوعب معرضا يهدف إلى تحقيق أهداف كبيرة، إضافة إلى مشكل الموقع فإن المعرض يعاني من مشاكل تنظيمية خطيرة، فعلى مستوى زمن انطلاق المعرض فإن المنظمين لم يحترموا اليوم المحدد للافتتاح وهو العاشر من يوليوز، ذلك أن مجموعة من الأروقة ظلت مغلقة إلى حدود 15 من نفس الشهر، وقد احتج الكثير من العارضين خاصة وأن المنظمين جمعوا أكثر من عارض في رواق واحد مما أفسد طريقة العرض وضرب السلع المعروضة في العمق، هذا إضافة عن استفادة أشخاص لا علاقة لهم بالصناعة التقليدية بأروقة بالمعرض. ولمعرفة طبيعة المشاكل التي يعاني منها العارضون في غياب تدبير سليم، اقتربنا من بعضهم لنستقصي مواقفهم وآراءهم، يقول أحد العارضين القادمين من الدارالبيضاء:" لقد جئت من الدارالبيضاء لأعرض سلعتي التقليدية، لكنني وجدت مشاكل متراكمة لازالت سلعتي محتجزة في إحدى شركات النقل، إنني مطالب بتأدية مصاريف الفندق قبل أن يبدأ الرواق المخصص لي في استقبال الزائرين، في الحقيقة ندمت عن مشاركتي في هذا المعرض الذي يفتقد التنظيم المحكم...شاركت في معرض الناظور كان رائعا من حيث التنظيم والاستقبال...". ويصرح عارض آخر فضل عدم ذكر اسمه فيقول: " أنا في الحقيقة ما فهمت والو... حطونا تحت هاذ الخيام تكولنا الشمس، ويكولو أنهم خاسرين ميزانية ديال 29 مليون سنتيمن واش هاذ الناس عاودو زليج الساحة؟ ولا خلصو السلعة المعروضة؟ فين هي هاذ 29 مليون سنتيم؟..." استياء كبير يعم كل العارضين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على المشاركة بقوة الأمل الذي يحملونه في ذواتهم أمل تغيير الوضع والتسيير، وأمل تحمل المسؤولية أمام الله والعباد.