كما سبقت الإشارة إلى ذلك، خضع مؤخرا الشاعر الغنائي، صاحب المشوار الإبداعي الطويل والحافل بالمعاناة والعطاء، الذي يشهد له التاريخ الفني المغربي بالتميز، الأستاذ عمر التلباني، بإحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء لعملية جراحية من أجل استئصال كليته اليسرى، التي لم ينفع معها علاج، ومن المنتظر أن يخضع شاعرنا في الأيام المقبلة لعملية جراحية أخرى للكلية اليمنى من أجل تفتيت حصاتها. الجدير بالذكر، أن الفنان عمر التلباني، الذي بدأ مشواره الفني في منتصف السبعينات، والذي ترك بصمات واضحة في الذوق الفني المغربي العام، و ساهم في تغيير مسارات العديد من الفنانين، الذين أصبحوا أسماء لامعة في الساحة الفنية المغربية، الذين أدوا روائعه الفنية، بعدما لحنها أبرز الملحنين، كما توج مسيرته الفنية بتعامله مع عميد الأغنية المغربية، الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الذي فاز بمعيته بالجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة ، برائعة "سوق البشرية"
في ختام هذه الإشارة، يكون السؤال المشروع، لماذا يدخل مثلا الفنان عمر التلباني للتداوي في مصحة خاصة، وعلى حسابه الخاص، وهو لاحول ولا قوة له، بينما هناك في عاصمة المملكة، مستشفى الشيخ زايد، يستقبل بعض المحسوبين على الميدان الفني (ظلما وعدوانا) والذين ليس بينهم وبين الفن أي صلة، ..؟ من المصاريف التي تصرف على مثل هؤلاء ..؟ ولماذا لايستفيد أبناء الشعب على قدم المساواة، ولماذا لايُلتفتُ إلى شاعرنا المغربي الإنسان البسيط، لمساعدته على تخطي هذه الأزمة الصحية، ولو من باب مكافأته على ما قدمه لهذا البلد من كلام هادف موزون ..؟