لؤي الموسوي ابو مسلم الخُرساني؛ والي خُرسان وقائد حملة العباسيين، يعد من رِجال البلاط العباسي الأول، والمُقرب من الإمام محمد من بني العباس، الذي ولاه خُراسان باعتباره الساعد الأيمن لبني العباس، أستطاع أن يمكن العباسيين في بسط نفوذهم في خُراسان وباقي المُدن الأُخرى، كان سيفاً ظالماً، اذاق كأس الظُلم لخصومه ولخصوم بني العباس.. أرتفعت مكانته بين الأوساط العامة، اثار ذلك حفيظة المنصور من أن يتمرد الخراساني عليه طمعاً في الخلافة، سيما ان الدوانيقي حقد عليه بعد ان طلب الزواج من أخت الخليفة، بعد تولي أبو جعفر المنصور للخلافة بعد وفاة اخيه السفاح ابداها له، واذاقه الكأس الذي كان يسقيه لخصومه، فقتله شر قتله متمثلاً بعد ذلك بأبيات تنسب له: زعمت أن الدين لن ينقضي أوفي بالكيل أبا مُجرمي أشرب بكأسٍ كُنت تسقي بها أمر بالحلق من العلقمي. تكرر هذا المشهد في زمن حُكم البعث للعراق، ظهر نجمٌ في الأفق، في ساحة البعث، سيما في زمن الحرب العراقية الإيرانية، المدعو عدنان خير الله طلفاح، خال عدي وقصي ابناء أكل الأكباد صدام، الذي كان يُعد الساعد لحاكم إبن العوجة، الذي يضرب به خصومه ومعارضيه نظامه من قوة المعارضة.. سطع نجمه بين الاوساط البعثية والسذج من عامة الناس البسطاء، التي تنطلي عليهم حيل البعث، تخوف حينها صدام وخشي على كرسيه ان يزاحمه عليه عدنان بعد اتساع رقعة محبيه، لذى دبر له طريقة لتخلص منه عن طريق الاغتيال، متمثلةً في سقوط الطائرة التي كانت تقله بسبب عطل عُد مسبقاً.. لله جنود تعطل الطائرة، متعلماً هذه من سيده معاوية في دس السم في العسل، قتل خال أولاده في سبيل المحافظة على سُلطانه. عناصر حزب البعث كانت تتلذذ وتبتكر طرقاً في تعذيب المواطن، ويرقصون على جِراح المظلومين، متعطشين لسفك الدِماء، يفرحون عند مشاهدتهم لأنهار من الدماء تسييل، سواء كانت هذه الدماء تسييل في الحروب المفروضة من قبِل النظام الصدامي او في غياهب السجون، ينتابهم شعور النشوة، وتأخذهم العزة في الأثم، في رؤية المواطن وهو يعاني الحرمان والفقر والكبت.. كانوا يسقوّن السم العذاف للفرد العراقي بأساليبهم القمعية، في سبيل ان يدوم سلطانهم، القائم على جماجم ومعاناة المواطنين.. بعد فترة مُظلمة وظلم دام لعقود من الزمن، شاءت إرادة السماء ان تسقي حاكم العراق "صدام" الذل والهوان على أيدي قوماً لا يمتون إلى الله بصلة، اذاقوه كأس الذل و الظُلم الذي كان يسقيه لرعية. رحل صدام وحزبه الأجرامي مخلفاً ورائه تركة ثقيلة لا يمكن أحصائها لكثرتها، مهما تطرق المرء للحديث عن تلك الحقبة المظلمة لم نستطع أحتوائها، يحتاج المرء إلى تأليف عشرات المجلدات عنها.. ظُلم البعث للعراق فاق ظلم بني أمية وبني العباس. بزغ فجرٌ جديد للعراق بعد الإطاحة بنظام الحُكم في بغداد، لازالت مسألة الرقص على جِراح الآخرين مستمرة لم تنتهي بعد معالمها، كانت بالأمس تمارس على يد زمرة البعث، الآن على أيدي دواعش السياسة وتُجار المناصب وفلول من بقي من أزلام صدام، مرت خمسة عشر عاماً لازال المواطن يعاني، كل ما تحمل الكلمة من معاني الحرمان والمعاناة.. سفكت فيها الدماء ورُملت النساء ويتمت الأطفال لأجل مكسبٍ ما، بذريعة أسترداد حقوق لمكونٍ ما، وأخر يتاجر بأسم الوطنية والمذهيبة والقومية وبمعاناة الاسرة العراقية في سبيل المحافظة على كرسييه ما ننطيها؛ حرق الصناديق أفتعال الأزمات الاستعانة بالدول التي تقدم الدعم من اجل أعادتهم للمشهد مجدداً، متناسين ما يعانيه الفرد من شغف الحياة الأليمة راقصين بذلك على جراحه.. مثلما بعث الله طير أبابيل رمى جيش ابرهة بالحجارة وبعث الأمريكان في أزاحة صدام، سيبعث من يسقط عروش الظالمين على رؤوسهم من دواعش السياسة وتُجار المناصب والأزمات.