يعتقد الشعب الجزائري انه يعيش ديموقراطية في ظل حكم الرئيس الجزائري بوتفليقة، وواقع الامور انه يعيش في نظام فاسد حيث يقوم قسم من الشعب الجزائري بارادة من الجيش بارسال متطوعين للقتال الى جانب الرئيس القذافي في ليبيا ويعتقدون ان رئيسهم المحب والطيب والطويل البال وصاحب الابتسامة الدائمة هو الرئيس الفعلي. لكن الواقع ان الجزائر محكومة بضباط لا يزيدون عن عشرة ضباط يمثلون رمز الفساد ويملكون الثروات والشعب الجزائري يعيش في ظل الفقر. اما الجزائريون فلديهم الثروات مع رجال اعمال واما الشعب فليس لديه اي دور ولم يقم باي ثورة لتغيير النظام، بل استطاع الجيش الجزائري اخماد الثورة والمتظاهرات فيها ومنع المتظاهرين من الوصول الى مدينة الجزائري والسيطرة على الوضع. ان المشكلة ان الجزائريين يعرفون ان بوتفليقة الذي يمثل القرب من الشعب وعدم القمع لكن الذي يلعب اللعبة الحقيقية هو الجيش الذي يوضع في الواجهة ويشتبك مع الاصوليين من اجل السيطرة على البلاد وعلى الشعب ويسيطر على ثرواته واذا اخذنا الجزائر كقوة نفطية وقوة غاز وهي تحتوي على ثروة ضخمة من الغاز وتعتبر الاكبر في العالم وتستطيع التصدير في مليارات الدولارات وتحقيق ارباح صافية تصل الى 12 مليار دولار من خلال ثروة الغاز والنفط. الى ان الجزائريين وتحديداً القسم الرافض منهم للواقع الحالي سافر الى فرنسا واسبانيا وايطاليا لكن الاكثرية سافرت الى فرنسا. اما الشعب الجزائري الباقي في الجزائر فهو لا يستطيع التمرد على الجنرالات الذين يحكمون الجيش، رغم ان الجيش يعيش في فقر وهو محروم من الغاز والنفط، وهو يعرف تماماً ان الفساد مستشر في دوائر الدولة فهو لم يتحرك او يقم بالثورة كما حصل في تونس ومصر رغم محاولات شعبية جزائرية للقيام بهذا العمل. لكن الجيش الجزائري استطاع اخماد مظاهرات واسكاتها مع العلم ان فئة كبيرة من الجزائريين يصدقون ويعتقدون ان الرئيس بوتفليقة هو رئيس الدولة فيما المجلس العسكري هو الحاكم الفعلي، ويعيش الجزائريون مشاكل كبيرة فالهجرة كبيرة الى فرنسا والهجرة الى الخارج وهم لا يستطيعون الاستفادة من العمل في ليبيا حالياً رغم ان الجزائر عدد سكانها كبير ورغم ان مساحتها شاسعة ورغم ان الغاز لديها بطاقة كبيرة ولديها نفط ايضاً فالسؤال هو: لماذا لا ينتفض الجزائريون على هذا الوضع ويرضخون الى حكم الجيش بالقوة من وراء ستار الرئيس بوتفليقة انه امر غريب على الشعب الجزائري ان يجيب عليه، لان الجزائريين يعرفون ان ثروة البلاد تأخذها قلة من الضباط وعدد محدود من رجال الاعمال اما الشعب فلا ينال حقه من ثروة الجزائر والقدرة التي لدى الشعب الجزائري وجمهورية الجزائر التي هي قوية وفاعلة في شمال افريقيا.