خرجت من رحم الجامعات المغربية، بعد سنوات طوال من الجد و المثابرة.رشفت حليبهامن ثدي البطالة، لمدة قاربت العامين. وبعد الفطام ،ارتمت في حضن اللامبالاة.وحين طالبت بحقها في العيش بكرامة، كسرتعظامها،و هشمت جماجمها، ولما صرخت من شدة الألم انتزعت من حضن أمها. و رميت مكبلة بسلاسل الاستهزاء، خارج الديار،إنها اطر التنسيق الميداني للأطر العليا المعطلة 2011. أصبح لازما علىهذه الأطر،أن تعلمأنها منذ اللحظة، أصبحت كثلة بشرية خارجالشعب المغربي .هذا ما أشار له السيد بنكيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية، و ذلك خلال حضوره للمهرجان ،الذي نظمه حزبه في 25 فبراير 2011، لدعم مرشحه للانتخابات التشريعية الجزئية المجمع تنظيمها في28 فبراير 2011 . السيد بنكيران اختصر الشعب المغربي في الناس الدين جاؤوا للاستماع إليه حيت قال هادو لي جاو يسمعو هادو الشعب المغربي .......احترمو الشعب المغربي . و طبقا لمفهوم المخالفة، يمكن القول بأن الناس الذين أتوا للاحتجاج على السياسة غير الناجحة للحكومة في مجالالتشغيل، وعلى عدم تطبيق المرسوم الوزاري الخاص بالتوظيف المباشر، ليسوا من الشعب المغربي وهويقصد هنا اطر التنسيق الميداني،بالإضافة لأطر مجموعة الإدماج الفوري و المحضريين. فاعتبار هذه النخبة خارج الشعب تجسد فعلا من خلال العديد منالوقائع،طيلة ما يقارب السنتين نذكر منها: 1. إرسالالقوات العمومية التي لازالت في طور التكوين من أجل تكسير عظام الأطر العليا المعطلة ، المسالمة، التي تعتبر بالنسبة لهؤلاء،بمثابة مباراة إعدادية، للاستعداد للمباريات الصعبة. 2. قذف الأطر بكلمات نابية من طرف القوات العمومية. 3. المطالبة بالمقابل المادي من اجل علاج الحالات الصعبة ( كالكسور ) 4. الاعتقالات التعسفية و تلفيق التهم . 5. عدم تفعيل المراسيم التي هي في صالح الأطر. 6. اعتبار بنكيران أطر التنسيقمجموعة من" الدراري". هو في اعتقادي نوع من الاستهزاء الممارس تجاه هذه النخبة .على اعتبار أنهؤلاء هم من خيرة شباب المغرب، سنهم جاوز بكثير سن "الدراري" فغالبيتهم فاق سنهم 26 ،ومنهم من اقتربوا من الأربعين سنة. فإذا كان الرئيس الأمريكي لأسبق جورج بوش الإبن، قد أشار في كلمة الشهيرة، التي قالها إبان حربه على الإرهاب. حيث قال" من ليس معنا فهو ضدنا " أي من ليس مع أمريكا في حربها على الإرهاب فهو ضد ها، و بالتالي فهو عدو لأمريكا. هذه المقولة استحضرها بنكيران، خلال حربه الوهمية على العفاريت و التماسيح ،من ليس معه في حربه هذه فهو عفريت و تمساح .ولما استعصى عليه تحديد التماسيح و العفاريت،أرادأن يوهم الكل بان الأطر العليا المعطلة ،التي أتت للاحتجاج على سوء التدبير الحكومي لملف التشغيل هي تماسيح و عفاريت ، تم تجنيدها من طرف أخرى، لعرقلة العمل الحكومي. فهي حسب تصور بنكيران تعتبر ضده،و بالتالي وجب محاربتها . و اختار كآلية لتحقيق ذلك ،إعلان اطر التنسيق الميداني خارج الشعب المغربي. فبقوله هذا يكون بنكيران قد خالف كل الاتفاقيات و المعاهدات و البروتوكولات، التي عنيت بالشعوب الأصلية. من بينها نذكر : * الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948. * اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ،والمعاقبة عليها لعام 1951. * العهدان الدوليان للحقوق المدنية ،والسياسية،والاقتصادية، والاجتماعية ، والثقافية لعام1966 . فماذا فعلت الأطر العليا المعطلة ليجردها بنكيران بقوله من الانتماء للشعب المغربي ؟ هل لأنها طالبت بتفعيل المرسوم الوزاري الخاص بالتوظيف المباشر؟ هل لأنها تنتقد تدبير الحكومة لسياسة التشغيل؟ في عهد حكومة بنكيران انتقلنا من شعب من الدرجة الثانية إلى كثلة مطالبة بالعيش خارج الشعب .فمتى إذن يرفع الظلم عن الأطر العليا المعطلة ؟هل سنشهد كلا مكلوما يقاوم من اجل استرجاع جزئه المبتور، و بالتالي سنتواجد أمام تطبيق الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه : (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى )) [أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير]أم سنشاهد جزء استحال إلى نبتة ستشهد الحياة في تربةتوجد خارج الديار ،بعد أن تخلص منها الكل؟