بسم الله الرحمن الرحيم "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون" في 7 شعبان 1438 ه الموافق 4 ماي 2017 م تنظم الطريقة الصوفية العلوية المغربية بزاويتها الكائنة بحي بودير مدينة وجدة الاحتفال السنوي بليلة النصف من شعبان يوم الخميس 14 شعبان 1438ه الموافق ل 11 ماي 2017 م بعد صلاة المغرب، تحت شعار " كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ " . العبد المكلف و منذ بداية سعيه في هذه الدنيا لعمارة الأرض و تحقيق الغاية من إستخلافه فيها لا يسلم من وساوس نفسه وهواجسها و تحاول ما لقيت السبيل إلى ذلك أن تبقيه مرهونا لها لارتكاب المعاصي و التحلي بالأخلاق السيئة. و بمسالكها الوعرة تسعى بأن يكون أسيرا لها و تصير أعماله مخالفة لأمر الله و رسوله و صالح الأمة. و يبقى العبد على حاله مادامت نفسه متحكمة فيه ومتجبرة و تؤثر في حركاته و أفعاله و أقواله و لا تنفك هذه العقد إلا بكثرة الطاعات و الزيادة في صالح الأعمال و القربات و الحرص على نهيها و مجاهدتها. و لا يتسنى ذلك إلا بالإرادة الصادقة و النية الخالصة و الحرص على ذكر الله كثيرا (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ – [الزخرف :36])، من أجل تزكية النفس و والرقي بها في مدارج السالكين إلى الله مع إتباع منهج محدد لتزكية النفوس مبني على الكتاب و السنة و صحبة أهل الكمال – "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى-" [الأعلى : 14-15]). و تأتي مناسبة النصف من شعبان التي ترفع فيها الأعمال و يستجاب فيها الدعاء كفرصة لنا جميعا لتقييم أعمالنا التي قمنا بها على مدار السنة من أجل تمحيص علاقتنا مع أنفسنا و هل كنا مرهونين إليها أم كنا ساعين إلى الخير و الإحسان. فإذا كانت أعمالنا فيما مضى حسنة فعلينا المحافظة عليها و الزيادة فيها (من لم يكن في زيادة فهو في نقصان). أما إذا كانت غير ذلك فإننا سنبقى مرهونين لها و لا ينفك هذا الرهن إلا بقدر إرادتنا و عزمنا على التخلي عنها. قال الله تعالى "كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ"[ المدثر : 38-39]" . و ما كان حدث تحويل القبلة في هذه الليلة المباركة إلا إمتحان للنفوس و ثبوتها على الحق حيثما تجلى أو تفتتن بالوسوسة و الشكوك و الظنون و تبقى رهينة. أما بالنسبة للنفس المطمئنة الراضية المرضية فأينما تولى الحق فتم وجه الله (فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ 0للَّهِ- البقرة آية 115). قال الشيخ رضي الله عنه : وجه وجهَك لوجههِ ….. واهتزَ اشتياقاً لهُ……إخفضِ الطرفَ لديهِ ….. وانظُر في ذاتكَ تراهُ أينَ أنتَ من حسنهِ …… تاللَهِ لستَ سواهُ…….إن قيلَ مَن تعني بهِ ….. صرِّح وقل هوَ اللَهُ و نغتنم هذه المناسبة التي تحييها الطريقة سنويا و بما تحمله من أنوار و نفحات و أسرار ربانية، لندعو الله سبحانه و تعالى أن يحفظ أمير المؤمنين و سبط الرسول الأمين مولانا جلالة الملك محمد السادس و ينصره نصرا عزيزا ، و يحفظه في ولي عهده و سائر الأسرة الكريمة ،و أن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا سخاءا رخاءا إنه سميع مجيب. و الدعوة عامة لحضور هذا الحفل عن اللجنة المنظمة الحاج امحمد الرشيد – مقدم زاوية وجدة رضوان ياسين – الناطق الرسمي