الانصاري جلال – الجديدة تداولت بعض المواقع الالكترونية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي رواية إخبارية مفادها أن سيدة كانت على متن حافلة للنقل الحضري بمدينة الجديدة، وفجأة سقطت بمعية طفلها من نافذة جانبية للحافلة بعد اتكائها على اللوحة الواقية لذات النافذة التي هوت بها إلى خارج الحافلة لتسقط على الارض بحسب ذات الرواية المتداولة ، مما يطرح تساؤلا مشروعا " كيف يمكن لسيدة بمعية طفلها أن يسقطا من نافذة الحافلة على أرض صلبة دون أن يصابا بأي جروح أو أي أذى؟ بعد التحري الدقيق في الموضوع وربط الاتصال مع مصادر مختلفة، فإنه اتضح بشكل جلي أن هذه الرواية لا أساس لها من الصحة وأن تداولها في بعض المواقع الالكترونية ينطلي على نوايا مبيتة، إذ أن الرواية الحقيقية وفق إفادات شهود عيان هي أن أحد الشبام المتهورين كان على متن ذات الحافلة قام باقتلاع اللوحة المعدنية الواقية ورمى بها إلى خارج الحافلة ، واتجه إلى سيدة كانت قد نزلت للتو من الحافلة من بابها بشكل عادي، واستغلوا سذاجتها ومحاولة إقناعها بلعب دور الضحية وتطميعها بالحصول على "تأمين الحادث"، بهدف تسويق هذه الرواية على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الالكترونية باعتبارها رواية حقيقية لأسباب لا يعلمها من تداولوها على صفحاتهم الفايسبوكية ومواقعهم الالكترونية. ولأجل إعطاء نوع من التمويه للتغطية على هذه الحادثة الوهمية تم التسويق والترويج لمشاهد لحافلة بدون زجاج لإحدى نوافذها الجانبية زاعمين أن السيدة وقعت منها بحسب الرواية الكاذبة. ولفتت ذات المصادر نقلا عن شهود عيان أن السيدة نزلت بشكل عاد من باب الحافلة ولم تصاب بأي جروح ، وأن رواية سقوطها من النافذة هي رواية مفبركة ومزيفة تمت صناعتها لأجل استغلالها لأغراض مبيتة لا يعلمها إلا صناعها والمروجين لها، وهو الأمر الذي تمت معاينته من قبل رجال الأمن الذين حلوا إلى عين المكان بعد ورود الخبر على مصالحهم. وأشارت ذات المصادر أن المصالح الامنية فتحت تحقيقا في الموضوع لمعرفة مصدر الخبر الخبر المزيف والتدقيق في خلفياته وملابساته. وصلة بذات الموضوع، كشفت مصادر إعلامية محلية محايدة نقلا عن مسؤول بشركة "إيكينوكس" المفوض لها تدبير مرفق النقل الحضري بالمدينة، أن هذا الأخير نفى أي إصابة في صفوف الركاب بما فيهم السيدة التي زعمت أنها تعرضت لإصابة رفقة ابنها، وأن رواية سقوطها هو محض افتراء وبهتان وادعاء وهو الشيء الذي وقفت عليه عناصر الشرطة، وأشارت ذات المصادر أن مسؤولي الشركة تأسفوا للتضخيم الذي شهدته حادثة سقوط "لوحة الزنك" نتيجة سلوك طائش لأحد الشبان المتهورين الذي ضرب بقوة ذات القطعة ما أثار حالة من الهلع والارتباك في صفوف الركاب، فيما مصدر آخر رفض الكشف عن هويته قال أن القصة كلها مفبركة باتفاق بين السيدة التي ادعت سقوطها والشاب الذي قام باقتلاع اللوحة وأطراف أخرى تكلفت بالترويج الاعلامي.. وبخصوص استعمال قطعة "زنك" في الحافلة، كشفت مصادر مقربة من إدارة شركة النقل الحضري بالجديدة أن سبب ذلك يرجع إلى الاعتداءات المتكررة التي تتعرض لها حافلات الشركة يوميا من طرف بعض المنحرفين والمخربين وذلك بواسطة رشق زجاج النوافذ الواقية والأمامية للحافلات بالحجارة مما يتسبب في تكسيرها وتهشيمها وهو ما يجعل الشركة مجبرة على استعمال وسائل يديلة لسد الثغرات مؤقتا في انظار إصلاح ما تم تخريبه وتهشيمه، وهو الأمر الذي يكلف الشركة خسائر جسيمة وفادحة كان الاجدر بها أن توجه لتعزيز أسطول الشركة وتجويد خدماتها الموجهة لعموم المواطنين… وهو الأمر الذي طالب به العشرات من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين حذروا المخربين من مغبة تصرفاتهم وسلوكاتهم العدوانية، مؤكدين على ضرورة قيام جمعيات المجتمع المدني بلعب دورها في توعية المواطنين والتصدي لظاهرة التخريب التي تتعرض لها الحافلات. وشدد ذات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة تحلي كافة المواطنين بروح المسؤولية والمواطنة والتصدي للمخربين والكتائب الفايسبوكية التي تحرضهم وتبارك أعمالهم العدوانية، مبرزين أن حافلات النقل العمومي ينبغي حمايتها وصيانتها من كل أعمال التخريب والاعتداء لأنها وسيلة موجهة لكل المواطنين ويستفيد من خدماتها جميع المواطنين ، وأن كل من يعتدي عليها فكأنما يعتدي على مصالح كل الساكنة، وبالتالي وجب التصدي لهم بكل قوة وعدم التساهل معهم .