استسلم مكتب المجلس الحالي لمصالحه الآنية وهو في تدبير بلدية أبي الجعد، ولم يعد موسم مؤسس أبي الجعد القطب سيدي بوعبيد الشرقي رمزا للفسق، بل هرولت الأغلبية الحاكمة بحثا عن تمويله بملايين السنتيمات لإقامة ولائم المشوي للضيوف وللأحباب من رفاق الأغلبية المسيرة؟ ولماذا إقامة خشبة لغناء المواويل والعيطة والجرة .. التي اهتزت على إيقاعها البطون والإرداف يومي الجمعة والسبت 23 و24 أكتوبر الماضي . لقد بدأت ملامح ضعف التحالف الهجين لمكونات المجلس البلدي الجديد لبلدية أبي الجعد تندر بتصدع مستقبلي للأغلبية المشكلة له بسبب تعارض الرؤى والمصالح والتطلعات المستقبلية، بوادر الضعف اتضحت مع انعقاد أول دورة يوم الأربعاء 22 من يوليوز الماضي والتي كان مقررا لها الساعة العاشرة صباحا حسب الاستدعاء الموجه للأعضاء ، لم يحترم التوقيت فيها لصعوبة اكتمال النصاب القانوني لمدة 45 دقيقة فتحركت الهواتف النقالة لاستعطاف المستشارين المتغيبين وانقاذ ماء الوجه. إذا كانت أول دورة للمجلس البلدي الجديد لمدينة أبي الجعد قد التأمت بصعوبة بالغة ، فان ما يسمى بالدورة الاستثنائية وهي الثانية في عمر هذا المجلس بعد العادية والتي عقدت يوم الخميس 27 غشت الماضي، عرفت ارتباكا كبيرا في التسيير والمناقشة نظرا لافتقار جل عناصر الأغلبية لثقافة التدبير الجماعي وضعف إن لم نقل انعدام الإلمام بأهم مقتضيات النظام الجماعي الجديد: وهكذا وبعد الإسراع بإنارة جانب مهم من المارشي لسبب يعرف كل المواطنين؟ اقترحت الرئاسة هذه المرة تعميم الإنارة على الموتى بالمقبرة قبل باقي الأحياء التي تغرق حاليا في الظلام الدامس، كما شرع المجلس الحالي في دغدغة العواطف بطرح إمكانية اقتناء سيارة إسعاف وأخرى لنقل الموتى خاصة بالفقراء الذين يتوصلون بنصيبهم من قفة الخضر واللحم كل سوق أسبوعي ، فان دورة الخميس 5 نونبر 2009 الحالي والتي لم يكتب لها إلا تأجيل باقي النقط المدرجة، أزاحت اللثام عن التنافر الكبير بين مكونات هذه الأغلبية:الدورة هاته تضمنت 9 نقط كلها تقريبا استنساخ للنقط التي كانوا يعارضونها بالأمس ، ويصوتون عليها اليوم ، إذ لا يسمع المرء داخل القاعة إلا كلمة واخا واخا واخا ... مع استثناء خاص ولافت للانتباه كون جدول الأعمال هذا يهدف إلى الإجهاز على المكاسب التي حققها الاتحاديون للساكنة: الاتجاه إلى تقزيم الدعم المادي وإلغاء الدعم اللوجيستيكي الذي كان المجلس الاتحادي يخصصه للجمعيات الثقافية والفنية والإبداعية، وذلك لصالح الجمعيات الجديدة ذات القناع الأخلاقي الصرف. غياب الثقافة والهم الرياضيين لدى مكتب المجلس الحالي من خلال اقتناء سيارة جديدة لدفن الموتى عبر الاتجاه إلى تحويل بعض فصول دعم فريق كرة القدم . تبذير الأموال في سابقة من نوعها غير مفهومة لدى الرأي العام المحلي وذلك بالموافقة على نقل نصب المقاومة من وسط المدينة أي ساحة محمد الخامس إلى ساحة 20 غشت ؟ من أصل 9 نقط، تضمن جدول الأعمال 6، نقط تبتدئ بجملة غير مفهومة إلا لدى رئاسة المجلس ، وهي : الاتفاقية الموضوعاتية ؟ وحينما سالت الجريد بعض المستشارين عن معناها أجابوا أنهم بدورهم سألوا الرئاسة عنها فلم تجبهم عنها. بالاضافة الى نقطتين تبتدئان بالصيغة التالية: الموافقة على ....؟ والتدوال والمصادقة؟ وهكذا يبدو ان المجلس الحالي باغلبيته المعلومة لا تعاني فقط الفقر في التسيير ، ولكن الفقر ايضا حتى على مستوى صياغة جدول الاعمال التي تحتاج الى دورة استثنائية لمناقشتها وليس للموافقة عليها... هذا هو مجلس لا بالامس وواخا اليوم.