أقدم ضابط أمريكي، من أصل أردني/ فلسطيني، يوم الخميس الماضي على إطلاق النار على مجموعة من الجنود الأمريكيين داخل قاعدة «فورت هود» العسكرية بولاية تكساس، مخلفا مقتل 13 جنديا وإصابة 30 آخرين بجروح. وحسب القائد العام للقاعدة العسكرية الأمريكية، الأكبر في العالم، «روبرت كون»، فإن الضابط نضال مالك حسن (39 سنة)، الذي يزاول عمله داخل القاعدة كطبيب نفسي للقوات الأمريكية، لا يزال على قيد الحياة رغم تلقيه أربع إصابات مباشرة نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات، حيث يتلقى الرعاية الطبية في ظل حراسة مشددة. وكان نضال قد حمل سلاحين وتوجه في الساعة الوحدة والنصف بعد الزوال حسب التوقيت الأمريكي (السابعة والنصف مساء حسب التوقيت العالمي) إلى قاعة كان يجتمع فيها عدد كبير من الجنود لإجراء فحوص طبية قبل التوجه إلى العراق أو أفغانستان، وأطلق عليهم النار مسقطا العديد من الضحايا قبل أن يقرر التوجه إلى قاعة أخرى كانت تحتضن حفلا لتوزيع الشهادات على الخريجين، لكن إغلاق الباب حال بينه وبين الوصول إلى القاعة. واستنادا إلى بيان صحافي أصدره القائد العام للقاعدة العسكرية، فإن «سيدة مدنية كانت أول من أطلق النار على حسن لوضع حد للمجزرة». وثمة أقوال تشير إلى أن بعض القتلى سقطوا خطأ برصاصات كانت تحاول الدفاع عنهم. وكانت مهمة حسن نضال تتمثل في توفير جلسات للعلاج النفسي للجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية والتوتر بعد عودتهم من ساحات المعارك، كما ظل مصرا على موقفه الرافض للوجود الأمريكي في العراق وأفغانستان، حتى أن بعض الصحف الأمريكية أوردت أن ذلك الموقف المعارض وصل به لدرجة دعوته المسلمين لمهاجمة الأمريكيين بسبب الحرب على العراق. ورجح البعض أن يكون قرار إدارة الجيش إرساله إلى العراق أو أفغانستان، هو الذي دفع به إلى الإقدام على إطلاق النار داخل القاعدة العسكرية، التي تأوي أكثر من 60 ألف من أفراد الجيش الأمريكي، فيما أشار آخرون، ومن بينهم صديقه نادر حسن، إلى أنه كان يشعر بالاستياء من العنصرية التي تعرض لها بسبب أصوله العربية والمسلمة، حيث كان يفكر في توكيل محام لإعفائه من مواصلة العمل في الجيش. أما تفسيرات أخرى، فتعتقد أن الضغط النفسي الذي تكون لديه جراء عمله هو السبب في ارتكاب تلك المجزرة.