حدد الاقتصادي نور الدين العوفي الذي كان يتحدث عن المشوار العلمي للأستاذ فتح الله ولعلو، بمناسبة تقديم كتابه "نحن والأزمة الاقتصادية العالمية" في ثلاث مسارات أو فضاءات علمية بحثية متزامنة ومتقاطعة يتمفصل حولها الإنتاج العلمي الفكري الذي راكمه لأكثر من ثلاثين سنة. فالفضاء الأول يتسم بمركزية الاهتمام بالشأن الجامعي و البيداغوجي، حيث اعتبر نوالدين العوفي، أن ذ فتح الله ولعلو من الرواد في بداية صياغة "الدرس الاقتصادي" بالجامعة المغربية وفي مجال التأسيس لشروط إنتاج "الأطروحة" الوطنية في العلوم الاقتصادية، ويتعلق الفضاء الثاني بمراكمة المعرفة بإشكاليات الاقتصاد الوطني منذ الاستقلال إلى الآن، حيث يشكل موضوع الاقتصاد المغربي، موضوع محوري في بيبلوغرافيا ولعلو وفيه تكمن القيمة المضافة الأبرز لإسهاماته، ويخص الفضاء الثالث، موضوعات النمو والتبعية والمنهجية واستراتيجيات التقدم والتطور والانفلات في حلقات التخلف المفرغة، ويرى العوفي أن مشروع بناء الاقتصاد المغاربي بالتفاعل مع المحيط المتوسطي، المحور الركني في مقاربة ولعلو للتحديات والرهانات التي تواجهها، بصفة عادية بلدان الجنوب في المرحلة الراهنة للهيمنة الدولية. وقال فتح الله ولعلو أن هذا الكتاب الذي قررت أن يكون باللغة العربية "نحن والأزمة الاقتصادية العالمية نشر في بيروت و يتم توزيعه حاليا بالمغرب، جاء بعد أن لا حضت على أن الأزمة كبيرة وبنيوية والرجوع التاريخي إلى الأزمات التي عرفها النظام الرأسمالي مسالة ضرورية، انطلاقا من التوجهات والتيارات وتناقضاتها سواء في المنحى العلمي أو الإيديولوجي. بالنسبة لفتح الله ولعلو الكتاب بشكل عام ومختزل عبارة عن قراءة لسؤالين مركزين، واردين في عنوان الكتاب، "نحن والأزمة الاقتصادية العالمية"، فالأول يتمحور حول من نحن؟ ولماذا نحن؟ ويوضح ولعلو على أن الايجابية على هذا السؤال بكل بساطة نحن اليوم هم المغاربة، المغاربيون، العرب، المتوسطيون، الأفارقة، والسؤال الثاني يتمثل في كيف نعيش الأزمة، وكيف سنعيش ما بعد الأزمة في المدى القصير والمدى البعيد والمتوسط،، ويرى ولعلو على أن هؤلاء المعنيين بهذه الأزمة ملزمون باستيعاب نتائجها. واعتبر ولعلو مساء أمس بالمكتبة الوطنية أن الأزمة بالرغم من انها لم تدم كثيرا وهي ثاني أزمة في القرن الواحد والعشرين وأول أزمة في ضل العولمة، ككل الأزمات الكلاسيكية، لكنها بمثابة فرصة، لأن هناك من سيستفيد منها، والمستفيد هو من سيستوعب نتائجها لكي يتجنب العواقب الوخيمة، وككل الأزمات سيظهر محرك جديد يثمثل حاليا في الطاقات المتجددة والاقتصاد البيئي الأخضر. وأكد فتح الله خلال هذا اللقاء على أن الرأسمالية ستظمحل تدريجيا، و من المؤكد أن الفكر الاشتراكي الديمقراطي سيعود لكن كل هذا بشكل تدريجي وفي أفق 20 سنة.