انتهى المغرب وإيطاليا يوم الجمعة بروما من وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال الدورة السادسة لمنتدى المستقبل الذي ستحتضنه مراكش يومي 2 و3 نونبر القادم. وفي هذا السياق استعرض الاجتماع التحضيري الأخير الذي احتضنته روما، مجموع الأشواط التي تم قطعها للإعداد لهذا المنتدى الذي يلتئم فيه وزراء الشؤون الخارحية والاقتصاد والتجارة من بلدان منطقة الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا، وبلدان مجموعة الثمانية والمنعقد هذه السنة تحت الرئاسة المشتركة للمغرب وإيطاليا التي تشغل رئاسة مجموعة الثمانية. وكانت الرباطوروما قادتا تفكيرا مشتركا يشرك مجموع الدول الأعضاء والشركاء، ويتعلق بالتقييم الموضوعي لهذه الآلية غير الرسمية الرامية لمواكبة التحولات التي تشهدها الساحة الدولية. وهكذا، ستمنح الأولوية لتدعيم القيم الكونية، كالكرامة الإنسانية والديمقراطية وتحرير المرأة والمشاركة المواطِنة وسيادة القانون وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى الفرص الاقتصادية المتمخضة عنها. وستساهم اللقاءات، المندرجة في المنتدى، بين رجال الأعمال وممثلي المجتمع المدني بمختلف البلدان، في تحديد الإصلاحات والتخطيط لتنفيذها من قبل الحكومات، بما ينسجم مع قيم وخصوصيات كل بلد. ويجمع المنتدى ممثلين حكوميين من بلدان المنطقة ومن دول مجموعة الثماني (على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والتجارة، وعند الاقتضاء وزراء التعليم و/أو التنمية) ، وكذا ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص. ولهذا الغرض، فإن منتدى المستقبل، باعتباره إطارا للنقاش والحوار من أجل الحث على القيام بإصلاحات في شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط الموسع، يشكل أيضا إحدى أهم التظاهرات السياسية التي تحتضنها المنطقة، حيث تتوحد كافة البلدان حول برنامج مشترك يمنح مجالا واسعا من الإمكانيات للحكومات ولرجال الأعمال وللمجتمع المدني بالمنطقة، حيث يدور الحوار في جو من الاحترام المتبادل. كما أن المنتدى يشكل بالنسبة للمغرب مناسبة لتبادل وجهات النظر حول السبل والوسائل الكفيلة بدعم التزام بلدان المنطقة من أجل تدعيم المكتسبات ومواصلة الإصلاحات الجارية. ففي هذا المنتدى، سيبرز المغرب قناعته بأن التنمية السياسية هي مسلسل طويل وشاق لا يمكن لبواعثه إلا أن تكون داخلية المنشأ. ولن يكون المسلسل الإصلاحي التنموي قابلا للوجود والاستمرار إلا إذا كان مسخرا من أجل انتقال ديمقراطي يحرر الإمكانات الفردية والجماعية، في إطار خطوة تقدمية برغماتية مبنية على روح المبادرة والتملك الوطنيين، وكذا على الاحترام المتبادل. ويجدر التذكير بأن هذه هي المرة الثانية التي يحتضن فيها المغرب أشغال هذا المنتدى، وذلك بعد الدورة الأولى التي عقدت في الرباط يوم 11 دجنبر 2004، برئاسة مشتركة مع الولاياتالمتحدة، رئيسة دول مجموعة الثمانية آنذاك.