أعتقد بكل صراحة، أن لاعب البطولة الوطنية يجب أن ينال فرصته في حمل القميص الوطني.. ليس من المعقول أن نغلق أمامه كل الأبواب، ونصدها في مقابل الاعتماد كليا على اللاعب المحترف. تلك قناعتي التي لم تتغير أبدا.. أستحضر هنا تجربتنا أنا وزميلي عزيز الخياطي، عندما كنا نشرف على المنتخب الأولمبي الذي شارك في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بألميريا، اقترحت على زميلي الاعتماد على لاعبي البطولة الوطنية بشكل أساسي، وهذا ليس نقصا من لاعبي المهجر، وإنما هو المنطق، عندما يتساوى مستوى اللاعب المحلي مع مستوى اللاعب المحترف، فمن الأفضل منح الأولوية للمحلي وفسح المجال أمامه لإبراز مؤهلاته.. ذهبنا فعلا إلى ألميريا بمنتخب أولمبي مشكل من لاعبي البطولة الوطنية، ورسمنا صورا جيدة هناك، وتفوق لاعبونا في تقديم أفضل العروض، عدد مهم نجح في التوقيع على عقود احترافية بعد ذلك. ما حدث للمنتخب الوطني مؤخرا، لايقبله عقل ولا منطق، وأتحدث هنا عن تعيين أربعة مدربين دفعة واحدة لتولي القيادة.. نقر أنهم مدربون ممتازون، ومن الأطر الكفأة، لكن حتما الآراء مختلفة، والتصورات غير موحدة.. وأتذكر هنا ما كانت تقوله الوالدة رحمها الله «إذا أردت ابنا حسن السلوك والتربية، يلزم أن تتم تربيته على يد الوالدة والوالد فقط.. وإن تدخلت الخالة، العمة، أو الخال والعم، وغيرهم، فسيتيه الابن ولن يستفيد من أي شيء»! أنا لست ضد اللاعب المحترف.. لكنني مقتنع أنه من الأفضل تكوين لاعب محلي، والاهتمام به، ووضع الثقة فيه، على أن نعتمد على لاعب قادم من الخارج، يمتلك المال وكل شيء، ولاشيء يمكن أن يحفزه هنا في المغرب، مثل ما يمكن أن يحفز اللاعب المحلي.. كنت ضد فكرة تعيين أربعة مدربين دفعة واحدة، مدرب واحد كان يكفي في نظري».