من مسرحياته الأولى التي قدمتها فرقته « لا براكا »، نص مسرحي وضعت له العديد من المصادر أسماء متباينة تبعا للترجمة التي تعطى للنص في كل لغة ترجم إليها، بما يفيد إعطاء معنى أسلم لروح النص. هنا مقطع دال من تلك المسرحية الشعرية، التي ترجمت إلى العربية بعنوان: «الغجري». يقول الحوار: « المقدم : إني المقدم في الحرس المدني . الرقيب: حاضر سيدي . المقدم: لا أحد يجرؤ على معارضتي. الرقيب : طبعا سيدي . المقدم : اني أحمل ثلاث رتب و عشرون صليبا . الرقيب: طبعا ، طبعا. المقدم : الكاردينال « أرشيفاك» تقدم شخصيا لتحيتي وعلى بزّته العسكرية المزينة يعلق شراريبه الأربعة والعشرين . الرقيب: طبعا ، طبعا. المقدم: اني العقيد ، اني العقيد ، اني المقدم في الحرس المدني . - تحت سماء زرقاء و بيضاء ، ذهبية ، يجلس روميو و جوليات غارقين في قبلة دافئة وسط بستان تبغ علبة السجائر . - و من تحت الأمواه ، يروح الجندي ، يمسح ماسورة بندقيته المليئة بالظلال ، و في الخارج تسمع أصوات لغط مجهولة: قـــمــــر ، قــمــر ، قـــمــــر . في زمــن الــــــزيـــتـــون (كازورلا) تحتمي بالقلعة و(بينجامين) بروحه يفديها . قــمــر ، قــمــر ، قــمــر . يصيح الديك تحت ضوء القمر سيدي (رئيس البلدية ) أنظر فبناتك يعشقن القمر . المقدم : من هناك!؟ الرقيب : سيدي ... انه واحد من الغجر! بنظرات بغل خشنة يروح الشاب الغجري يحملق في وجه مقدم الحرس المدني. المقدم: اني المقدم في الحرس المدني . الرقيب: طبعا سيدي . المقدم: و انت من تكون ؟ الغجري : غـــجــــــري. المقدم: و ماذا يعني ... غجري ؟ الغجري : معناه ما نحب ان نكون. المقدم: و ما اسمــك؟ الغجري : غــجـــــري. المقدم : ماذا تقول؟ الغجري : قلت لك غــجــري . يتدخل الرقيب قائلا: سيدي .. لقد عثرنا عليه أثناء دورية قمنا بها في المنطقة و ارتأيت ان احضره اليك لتبحث أمره . المقدم قل لي ... أين وجدوك؟ الغجري: كنت واقفا عند جسر الأنهار. المقدم: عن أي أنهار تتكلم ؟ الغجري: عن كل الأنهار. المقدم : هه.. و ماذا كنت تفعل عندك؟ الغجري: كنت في جولة ، قاصدا طريق القناة. المقدم : أيـــهــــا الرقيــــــــب!! الرقيب : أمرك سيدي العقيد في الحرس المدني (....) يتدخل الغجري : أريد ان أقول لك اني أنا من اخترعت أجنحة كي أطير بها و ها أنا اليوم أطير بملىء شفاهي ، بالــــورد و الكبريــــت. المقدم : أ و ه ! الغجري :... مع انني لست في حاجة اليها اليوم ، ففي دمي يسكن حفل و خواتــــم. المقدم: آ ه ! الغجري : و لما يحل الشتاء ترقد بين يداي زهرة البرتقال . المقدم: ( يرتجف ) آ ه ه ه ! الغجري: بل تستطيع ان تقول ، برتقالات من تحت كل الثلج المتساقط . المقدم: آ ه ه ه ... بوم ... بيم ... بام . (يسقط المقدم على الأرض ميتا ) و من خلال نافذة مشّرعة يروح عبق سيجارة تبغ ممزوج برائحة البن الموضوع في كوب حليب مقدم الحرس المدني يسري في ألافاق . يصيح الرقيب مذعورا : الـــنـــجـــــدة! و في ساحة الثكنة يقف أربعة جنود متأهبين ببزّاتهم العسكرية حول جثة شخص ساقط على الأرض و أخذوا يركلونها بحقد الى حد الموت».