المباراة بين حسنية اكادير والرجاء البيضاوي ، برسم الدورة الثانية سبقتها الكثير من التوقعات، يذهب بعضها في اتجاه القول بانتصار الفريق البيضاوي تأكيدا لتفوقه في الدورة السابقة على الجيش الملكي، فيما يذهب بعضها الآخر في اتجاه التأكيد على تفوق الفريق الاكاديري العائد، خلال الدورة السابقة، بانتصار عريض من أمام الوداد الفاسي. لكن مجريات اللقاء على رقعة ملعب الانبعاث اتخذت منحى آخر، ولم تعرف درجة الحرارة والحماس الذي عرفته المدرجات بحضور ما يزيد عن ثمانية آلاف متفرج، نصفهم من انصار الرجاء. فأداء الفريقين طبعته الحيطة وعدم المغامرة هجوميا، وبالاخص من طرف الفريق الاخضرالذي سلك، وعلى غير عادته، طريقة الانكماش الدفاعي للحد من خطورة الثنائي الهجومي للحسنية، المتمثل في جيرار وخالد السباعي . وقد انحصر اللعب طيلة دقائق الشوط الاول في منطقة الوسط، حيث لم تسجل محاولات هجومية كثيرة، ماعدا محاولتين محققتين للحسنية بواسطة جيرار (13) الذي كاد ان يفتح حصة التهديف لولا التدخل الحاسم للحارس عتبة ، ثم بواسطة ياسين البيساطي من كرة ثابتة على بهد 30 متر صدها بصعوبة الحارس عتبة وتدخل أحد المدافعين ليبعد الخطر. وخلال الشوط الثاني، وبحكم حيثيات سيدنا رمضان، يتمكن لاعبو الفريقين من رفع الايقاع، ليستمر نفس السيناريو مع امتياز طفيف للمحليين الذين خلقوا فرصتين للتهديف كالعادة بواسطة جيراير (73) الذي كان مصدر قلق دائم للدفاع الرجاوي، وكذا بواسطة العلوي اسماعيلي الذي أتيحت له فرصة الانفراد بالحارس عتبة، لكن قدفته اخطأت الاطار وعموما فقد اتسم اللقاء بين الفريقين بالكثير من الحيطة والحذر مع امتياز للفريق الاكاديري الذي لعب بشكل منظم وكشف لاعبوه، بالخصوص في الهجوم، عن إمكانيات تعد بحضور أكيد خلال الموسم الحالي، فيما فريق الرجاء، الذي كان لاعبوه يفضلون اللعب تحت الاضواء الكاشفة - وهو الامر الذي تجنبته الجهات المسؤولة بأكادير، لاسباب أمنية - أظهر من المؤشرات ما يبين ان الفريق الاخضر ستكون له كلمته في قادم الدورات. بقي ان نشير الى أن هذه المباراة، التي عرفت حضورا جماهيريا قياسيا، شهدت العديد من النقط المضيئة على مستوى التنظيم سواء داخل او خارج الملعب. كما عرفت، لأول مرة ، تخصيص منصة للإعلاميين، وهذا أمر لايمكن الا ان نعتبره بمثابة علامة حسن نية من طرف المكتب المسير لغزالة سوس.