فضلت القناة الثانية، خلال الأسبوع الماضي، أن تعيد حلقات السلسلة الفكاهية «سعدي ببناتي» إلى المؤسسة المنفذة لإنتاجها لكي تعمل على إعادة تركيبها وفق مُدد زمنية موحدة. إن السبب حسب القناة الثانية، في عدم برمجة السلسلة الفكاهية «سعدي ببناتي» التي يخرجها علي الطاهري ويلعب دور البطولة فيها كل من الحسين بنياز وسعيدة باعدي وآخرين..، لا ترتبط بمستوى الكتابة والسيناريو أو ببناء الحلقات على مستوى تسلسل الأحداث أو الإخراج، بل الأمر، حسب «دوزيم» مرتبط بكل بساطة بالجانب التقني المتعلق بعدم توازن مُدد حلقات السلسلة التي تم الاتفاق على أن لا تقل عن 26 دقيقة. إن التوقيت الذي تم فيه اتخاذ هذا القرار التقني المنطقي والمهني وهذا شئ لا غبار عليه يبين بالأساس أنه سبقته سياقات أخرى تجاوزت أسوار القناة، وكان مبتداها في القناة الأولى من قبيل فسح المجال للسلسلة الفكاهية «دار الورثة» على القناة الأولى لتحقيق نسب عالية للمشاهدة في غياب منتوج تلفزيوني حقيقي ينافسها على القناة الثانية مثل السلسلة الفكاهية «نسيب الحاج عزوز»، وأشياء اخرى... «دار الورثة»، هذه السلسلة الفكاهية، التي يبدو أنها لقيت استحسانا لدى الجمهور بالرغم مما يعتريها من هفوات في الكتابة والاخراج والتشخيص، سبق أن وضع مشروع تصورها لدى القناة الثانية سنة 2002، وحينها لم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها سواء بالرفض أو القبول. وظل مشروع هذه السلسلة الفكاهية حبيس رفوف القناة الثانية التي ما تزال تتوفر على نسخة منه. ليتم بعد ذلك تحويل المشروع إلى القناة الأولى، ويتم نفض الغبار عنه والتعامل معه برؤية متجددة.. ما حدث لمشروع ل«دار الورثة» ودون الدخول في التفاصيل التي خبرها آنذاك كل من كان قريبا من الملف منذ سبع سنوات، مما جعله معلقا هكذا، يحيلنا إلى وضعية القناة الثانية المبهمة، التي عوض إعمالها الآليات التي يجب أن تتبناها في تعاملها مع أي منتوج تلفزيوني خارجي،أي آلية تعتمد الشفافية، تلجأ إلى تبني آليات أخرى لايمكن أن يفك طلاسيمها سوى الراسخين في علم التلفزيون. ومن بين هذه الآليات التي ما تزال تنخر القناة الثانية، نذكر المسارات الموازية التي يسلكها عدد من المشاريع التلفزيونية، التي تكون بمثابة مفاجأة حتى للذين من المفروض أن يكونوا قد اطلعوا عليها، مثل لجنة القراءة، و لجنة المشاهدة.. و لا أدل عن ذلك السلسلة الفكاهية «دابا تزيان» التي فوجئ أعضاء من لجنتي القراءة والمشاهدة ببرمجتها، وإذا سلمنا بهذا فلن يكون المسؤول عن بثها سوى ثلاثة مسؤولين: مدير البرمجة، مدير البث والمدير العام. إن قرار إقحام السلسلة الفكاهية «دابا تزيان» ضمن شبكة رمضانية انطلقت منذ أسبوعين يبين بالدرجة الأولى أن للقناة الثانية أسلوبين في التعامل مع مؤسسات الانتاج الخارجية: الأول أسلوب تفضيلي يحظى به «المدعومون» وأسلوب التجاهل الذي يلدغ بسمه «المغضوب عليهم»...