لاشيء عندنا في المغرب يدعو أو سيدعو للقلق. فنحن والحمد لله في المغرب لدينا حكومة حتى حينما تكون صائمة، فهي لا تحب القلق، وهي دوما متفائلة حتى وإن طلعت علينا المصائب والنوائب، والحوادث والكوارث، والكروب والخطوب، والمحن والفتن من قمقمها، دفعة واحدة وتصاعد دخانها الأشد سوادا وقتامة ليحاصرنا ويطوقنا من كل جانب. وبالطبع، فحكومتنا الموقرة قد طمأنتنا سابقا ولاحقا بأن الازمة المالية العالمية لاتعنينا، وهي لايمكن ان تمسنا أو تصيبنا، لذلك ما علينا سوى أن ندع القلق ونودعه وأن نقيله أيضا إن شئنا. وحكومتنا الموقرة طمأنتنا ايضا ان كل شيء سيكون خلال هذا الشهر الفضيل متوفرا، وأن الاسعار ستظل على حالها، وأنها اتخذت واتخذت من الاجراءات ما.. وما.. وما... لذلك ما علينا سوى ان ندع القلق ونودعه ونطمئن ونصوم. والآن، وفي الاربعة أشهر القادمة، قد يكون حوالي 10 ملايين مغربي مهددين بالاصابة بأنفلونزا الخنازير، إن صدقت توقعات منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك فلا شيء يدعو للقلق، فنحن لدينا مستشفيات على مستوى عال من التجهيز والطاقة الاستيعابية حتى وإن أصابت هذه الانفلونزا الخنزيرية 30 مليون مغربي، فلا داعي للقلق.. ولا داعي للقلق... ولا داعي للقلق!