كانت الحكومة قد وعدت المواطنين بأن تعمد إلى تخفيض ثمن البنزين والمحروقات إذا ما هبط سعر النفط ما دون 46 دولارا للبرميل في السوق العالمية. والآن، وقد انخفض ثمن النفط إلى أقل من 40 دولارا للبرميل، طلعت الحكومة على المواطنين بإنزال غازوال أسمته بالنظيف، لا ينقص شيئا عن سعر الغازوال، بل يضيف إلى السعر القديم مقدار ثلاثة دراهم في اللتر الواحد دفعة واحدة! ولأن المواطن المغربي كان يعول على هبوط ثمن النفط في السوق العالمية، حتى ينخفض ثمن المحروقات عندنا، فإن صدمة هذا المواطن حتما ستكون كبيرة وهو يرى أن لا سعر البنزين والكازوال سينخفض، ولا أسعار العديد من المواد الغذائية التي عادة ما ترتفع كلما ارتفعت أثمنة المحروقات، ولا تنخفض حينما تنخفض المحروقات إن انخفضت، ستنخفض! الغريب أن من ينزل إلى الأسواق المغربية هذه الأيام، ويحاول أن يقترب من الخضر والفواكه فقط، سيكتشف أن المغرب يعيش جفافا غير مسبوق، جعل تكاليف ري الخضر والمغروسات تتجاوز كل حد. لذلك، يمكن للمرء أن يجزم أن الحكومة المغربية تقف ضد المواطن المغربي المغلوب على أمره، وهي ضده في السراء وفي الضراء، سواء هبط النفط أو سقط المطر، فلا شيء سوى الغلاء، ولاشيء يتغير!