في إطار التعاون بين المغرب وفرنسا والاستفادة من الخبرة الفرنسية في ميدان مكافحة مرض أنفلونزا A/H1N1، وفي إطار التتبع الدقيق وعن قرب للمخطط الوطني للتصدي لهذا المرض، أجرى صاحب الجلالة الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي السيد نيكولا ساركوزي. وإثر ذلك قامت السلطات الفرنسية بإرسال خبيرين مكلفين بمهمة، لدى مندوب الوزارات من أجل مكافحة مرض أنفلونزا A/H1N1 للوقوف على مايقوم به المغرب من مجهودات فعالة للتصدي لهذا المرض. وفي هذا الإطار استقبلت السيدة وزيرة الصحة، ياسمينة بادو الخبيرين الفرنسيين، وأطلعت الوفد على الحالة بالمغرب وكذا التدابير الصحية المتخذة للمراقبة الوبائية والتكفل بالمصابين. وبعد هذا اللقاء، عقد اجتماع بالهيئة التنسيقية المركزية المكلفة بأنفلونزا الطيور والأنفلونزا المتسببة في المرض، حيث قدم عرض حول المخطط الوطني للتصدي لمرض أنفلونزا A/H1N1، وتم عرض شريط حول الإجراءات المتخذة في إطار الاستراتيجية الوطنية. كما تم تقديم المخطط الفرنسي للتصدي لهذا الوباء. وقد تبادل الطرفان الآراء حول طرق التكفل بالحالات المشتبه فيها واللقاح الذي سيتم صنعه وكذا سبل العلاج. وبمقر مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض، التابعة لوزارة الصحة، عقد اجتماع حضره إلى جانب الخبيرين الفرنسيين، أعضاء لجنة اليقظة ورئيس الهيئة الوطنية للأطباء، وممثل عن الهيئة الوطنية للصيادلة، وأعضاء من اللجنة الوطنية للاتصال، حيث قدم عرض أول حول الحالة الوبائية ودينامية المرض على الصعيد الوطني، فيما هم العرض الثاني المخطط التحسيسي والإخباري والتواصلي في شقيه الراهني والمستقبلي. وناقش الحضور سبل تقوية مساهمة القطاع الخاص في التصدي لهذا المرض. وقام الوفد بزيارات ميدانية شملت المعهد الوطني للصحة وهو المختبر الوطني المرجعي في التشخيص البيولوجي للأنفلوانزا، وكذلك معهد باستور للاطلاع على الإمكانات التي يوفرها المختبر لإجراء التحاليل المخبرية. و توجه الوفد إلى مطار محمد الخامس للاطلاع على وسائل المراقبة. كما قام الوفد بزيارة لمستشفى مولاي يوسف بالدارالبيضاء وبالضبط للمصلحة التي خصصت لاستقبال وعلاج الحالات. وللتعرف على المعطيات الوبائية على صعيد جهة الدارالبيضاء، زار الوفد المرصد الجهوي للصحة. وقد عبر الوفد الفرنسي عن إعجابه بالجهود التي تبذلها السلطات المغربية للتصدي لهذا المرض، وكذلك مجانية التكفل بالمرضى، وتجند الأطر الصحية إلى جانب الأطر الأخرى العاملة في هذا المجال. كما أشاد الخبيران بالدور الإيجابي لوسائل الإعلام في الإخبار والتحسيس والتوعية، وكذلك بمستوى وعي المواطنين بخطورة هذا الداء وسبل الوقاية منه. هذا وقد قدم الخبيران بعض المقترحات التي من شأنها أن تعطي دفعة قوية للمخطط الوطني للتصدي للمرض. ومن جهة أخرى، ودعما لهذا المخطط، قررت وزارة الصحة اقتناء أزيد من 6 ملايين لقاح. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب، كسائر دول العالم، لايعرف بالضبط التاريخ الذي سينتج ويسوق فيه اللقاح على الصعيد الدولي.