على الارض التي سكنت وجدانه ولازمت اغنياته اطل الفنان اللبناني مرسيل خليفة من الجنوب اللبناني بعد غياب استمر تسع سنوات ليلهب مهرجانات صور والجنوب بالموسيقى والغناء. وتلقفت المدينة الساحلية الفنان العائد اليها من جولات عربية وعالمية ليحيي حفلا قال عنه «اردته تحية الى المكان الذي سكن وجداننا ولازم اغنياتنا وليكون تحية الى فلسطين القريبة التي نطل عليها من ارض الجنوب.» وتنوعت الامسية بين الموسيقى التي خص فيها كل الة من البيانو الى الاوكورديون والوتريات والايقاع فيما ظل العود شريكا اساسيا في معظم الاغنيات. وقدمت في الحفل الاغاني التي تناولت القضية العربية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. وعلى مدى ساعتين ادى خليفة وفرقة «الميادين» اغنيات بقيت في البال والوجدان ومنها «منتصب القامة امشي» التي ادى معظمها الجمهور واغنية «في البال اغنية». كما استعاد الجمهور اللبناني من خليفة بعضا من كلاسيكياته التي حفرت عميقا في الذاكرة اللبنانية ورافقت اللبنانيين في احلك الظروف التي مر بها لبنان ابان الحرب الاهلية التي استمرت على مدى 15 عاما وانتهت في عام 1990 ومنها اغنية «يا بحرية». ووقف الجمهور مصفقا لاغنية «جواز السفر» مرددا معه «كل قلوب الناس جنسيتي.. فلتسقطوا عني جواز السفر.» وقدم اغنية كان قد كتب كلماتها رئيس مجلس النواب ورئيس حركة امل نبيه بري لبلال فحص الذي اقتحم في العام 1984 بسيارة ملغومة دورية للاحتلال الاسرائيلي قرب الزهراني. وقال خليفة «منذ زمن كنت اتصفح الجريدة فعثرت على نص شعري اعجبني فوجدته للرئيس نبيه بري» فكانت الاغنية التي يقول مطلعها «يا طير الجنوب. يا حب الجنوب. يا عريس الجنوب». وقال خليفة «كم نتمنى ان نكون شعراء حتى في السياسة» واشار الى ان اول حفلة اقامها في صور كانت في الملجأ. وحضر الشاعر الفلسطيني محمود درويش بقوة في الامسية من خلال غناء بعض قصائده ابرزها اغنية «بين ريتا وعيوني بندقية» وصولا الى اغنية للام يقول مطلعها «امي تعد اصابعي العشرين عن بعد.. تمشطني بخصلة شعرها الذهبي.. تبحث في ثيابي الداخلية عن نساء اجنبيات وترثو جوربي المقطوع.» وأهدى اغنية «عصفور طل من الشباك» التي قدمتها المغنية اميمة خليل الى «كل السجناء العرب في السجون الاسرائيلية وايضا لكل السجناء العرب في السجون العربية.»